نصف لتر ماء لكل إجابة.. ونصيحة غريبة من سام ألتمان: لا تكثر من عبارات الشكر لـ”تشات جي بي تي”

كشف بروفيسور في جامعة “كاليفورنيا ريفر سايد” الأمريكية أن معدل استهلاك منصات الذكاء الاصطناعي وتحديدا “أوبن إيه آي” للمياه الصحية يتزايد باستمرار، إذ تطلَّب تدريب نموذج “GPT-3” نحو 700 ألف لتر من المياه خلال أسبوعين فقط، وهي طاقة كفيلة بتصنيع نحو 370 سيارة “بي إم دبليو” أو 320 سيارة “تسلا”.
وقال البروفيسور شاولي رين، الأستاذ في هندسة البرمجيات والكهرباء بجامعة كاليفورنيا ريفرسايد، للجزيرة مباشر، إنه استنتج في دراسته البحثية أن أبرز نموذج ذكاء اصطناعي، وهو “تشات جي بي تي”، يستهلك أكثر من نصف لتر من الماء للإجابة عن بعض أسئلة المستخدمين.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4بودكاست “13”.. ما سر المطالبة بتجميد أبحاث الذكاء الاصطناعي الخارق؟ (فيديو)
- list 2 of 4من سيرفع كأس العرب 2025؟ بودكاست الذكاء الاصطناعي يجيب (شاهد)
- list 3 of 4“كعلاقتنا بالحيوانات”.. خبير يكشف سبب معارضة مئات الشخصيات العالمية لـ”الذكاء الفائق” (فيديو)
- list 4 of 4الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف مستقبل الأخبار (فيديو)
وأوضح رين أن هذه المياه تُستهلك في تبريد خوادم نماذج الذكاء الاصطناعي، وأضاف “يجري تبخير معظم المياه لتبديد الحرارة من مراكز البيانات إلى البيئة الخارجية، بالإضافة إلى أن هناك استهلاكا غير مباشر للمياه لتوليد الكهرباء لتلك النماذج”.

ملايين اللترات
وأكمل أنه مع تزايد الطلب على استخدام الذكاء الاصطناعي وتطور النماذج، أصبح الذكاء الاصطناعي يتطلب ملايين اللترات من المياه “الصحية” لتبريد الخوادم، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى استنفاد إمدادات المياه المحلية، على حد وصفه.
وتوقع رين زيادة استهلاك مراكز البيانات للكهرباء، لتستهلك وحدها ما يتراوح من 6.7% إلى 12% من إجمالي استهلاك الولايات المتحدة بحلول عام 2028، بالإضافة إلى تضاعف استهلاكها للمياه أربع مرات مقارنة بعام 2023.
التأثيرات البيئية المتوقعة
وأشار إلى التأثيرات البيئية المتوقعة في حال استمرار هذا الاستهلاك للمياه والموارد، قائلا “لا يستهلك الذكاء الاصطناعي المياه فحسب، بل أيضا كميات كبيرة من الكهرباء والمواد المعدنية التي تعتمد على العناصر الأرضية النادرة، وهذا يؤدي إلى تلوث الهواء وانبعاثات الكربون وإجهاد المياه وتأثيرات أوسع نطاقا على الموارد والصحة العامة”.
وأضاف البروفيسور رين أن محطات الطاقة والمولدات الاحتياطية اللازمة للحفاظ على عمل مراكز البيانات، تولّد ملوثات هوائية ضارة، مثل الجسيمات الدقيقة وأكاسيد النيتروجين، التي تؤثر في صحة الإنسان، وتسبّب أعراض الربو والنوبات القلبية وحتى تدهور القدرات المعرفية.
“قاتل صامت”
ووصف رين، في بحث مشترك آخر، تلوث الهواء الناتج عن مراكز البيانات بأنه “قاتل صامت” وقد يصيب بالسرطان، ولكن رغم هذه المخاوف فإن معظم مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي والممارسين والمستخدمين ليسوا على دراية بالأخطار الصحية المرتبطة بتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة.
وعن الحلول المقترحة للحد من الآثار البيئية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، قال الباحث في الهندسة الكهربائية والبرمجيات “لا ينبغي أن ندرب نماذج الذكاء الاصطناعي عندما تكون درجة الحرارة في ذروتها، من الأفضل جدولة عمل النماذج في الأوقات الأكثر برودة من اليوم، لأن هذا يقلل بشكل كبير من هدر المياه”.
وختم رين بالإشارة إلى أن بحثه الذي أنجزه يرتكز بشكل أساسي على نماذج “أوبن إيه آي”، ولا يوجد سوى القليل من البيانات العامة للنماذج الأخرى.

وبيَّن أنه بحسب المتاح، فقد قدَّرت شركات مثل “ميسترا إيه آي” أن إنتاج صفحة واحدة في نموذجها يستهلك نحو 50 مليمترا من الماء، في حين أبلغت “غوغل” عن استهلاك 0.26 ملم من الماء بشكل مباشر لإنتاج نص “جيميني” متوسط، لكن البروفيسور رين شدَّد على أن هذه الأرقام تستخدم طرقا مختلفة، ولا يمكن مقارنتها بشكل مباشر.
لا تكثر من “شكرا” و”من فضلك”
على الجانب الآخر، يرى سام ألتمان، المدير التنفيذي لعملاق الذكاء الاصطناعي “أوبن إيه آي”، أن النماذج تحتاج إلى جزء كبير من الطاقة على الأرض لتشغيلها.
وناشد ألتمان، في تصريحات أدلى بها في إبريل/نيسان الماضي، مستخدمي “تشات جي بي تي” بعدم الإكثار من عبارات الشكر والطلب المؤدبة، مثل “شكرا” و”من فضلك” لأنها تستهلك الكثير من الطاقة و”تكلف عشرات الملايين من الدولارات”، على حد قوله.