لأول مرة في التاريخ.. رصد “مواجهة سماوية” بين ثقبين أسودين يدور كل منهما حول الآخر (شاهد)

تمكَّن علماء بجامعة توركو في فنلندا من رصد ثقبين أسودين في المجرات يدور كل منهما حول الآخر، مما يقدّم أول دليل قاطع على أن هذه الثقوب قد تكون مزدوجة، وذلك وفقا لدراسة نُشرت في مجلة الفيزياء الفلكية خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة موري فالتونين، عالم الفلك بجامعة توركو “للمرة الأولى، تمكنا من الحصول على صورة لثقبين أسودين يدور كل منهما حول الآخر”، إذ لم يتمكن علماء الفلك سابقا من تصوير سوى ثقوب سوداء فردية.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4ثقب ضخم في الشمس يصنع لوحة فنية عند القطبين (فيديو)
- list 2 of 4“قطار الأقمار” يسبح بين ألوان الشفق.. عرض مذهل وثقه رائد فضاء في المحطة الدولية (شاهد)
- list 3 of 4توهج قرب مجرة درب التبانة يقود العلماء لاكتشاف “المادة المعتمة”
- list 4 of 4كرة نارية ضخمة تضيء سماء الجنوب الأمريكي باللون الأخضر في لحظة مذهلة (شاهد)
وتقع هذه الثقوب في مدار مدته 12 عاما على بُعد نحو 5 مليارات سنة ضوئية من الأرض، وهي تدور حول ما يسميه علماء الفلك “كوازار أو جي-28″، مما ينتج “نمطا واضحا من تغيرات الضوء في الفترة نفسها”، وفق فالتونين.
ويطلق علماء الفلك اسم “الكوازارات” على أنوية شديدة السطوع، يمكن تشبيهها بالشمس، وينشأ ضوؤها عندما يلتهم ثقب أسود الغاز والجسيمات المحيطة بالمجرات.

تغيرات واضحة في الضوء
وقال فالتونين إن “الكوازار OJ287 ساطع لدرجة أنه يمكن رصده حتى من قِبل هواة الفلك باستخدام تلسكوبات خاصة”.
وأضاف أن ما يميزه هو “الاعتقاد أنه يضم ثقبين أسودين يدور كل منهما حول الآخر، مما ينتج نمطا واضحا من تغيرات الضوء خلال الفترة نفسها”.
وتمكَّن علماء الفلك سابقا من تصوير الثقب الأسود في مركز مجرة درب التبانة، التي تضم كوكب الأرض، وفي مجرة قريبة تُدعى “مسييه-87”.
بداية ظهور الفكرة
ظهرت فكرة الثقوب السوداء التي تدور حول بعضها لأول مرة في عام 1982، عندما لاحظ الطالب أيمو سيليانبا من جامعة توركو أن سطوع الثقب يتقلب بانتظام على مدى فترة 12 عاما.
ولمتابعة حركة “كوزار أو جي-28” استخدم الباحثون صورة راديوية لنظام تلسكوب لاسلكي، تم الحصول عليها بواسطة شبكة تضم “راديو استورن”، وهو قمر صناعي روسي مزوَّد بتلسكوب لاسلكي كان قيد التشغيل من عام 2011 إلى عام 2019.
ويرى علماء الفلك أن دراسة حركة الثقوب السوداء بالغ الأهمية لفهم تأثيراتها في المجموعة الشمسية، وتوضيح أبعاد الظواهر الفلكية المرتبطة بها.