بودكاست الذكاء الاصطناعي.. هل تكون “أول ممثلة افتراضية” بديلا للإبداع البشري؟ (فيديو)

أنتجت وحدة الذكاء الاصطناعي في قناة الجزيرة مباشر حلقة بودكاست جديدة تتناول إطلاق أول ممثلة بالذكاء الاصطناعي، وحالة الجدل التي أثارتها هذه الخطوة في “هوليوود” قلعة صناعة السينما الأمريكية.

وتم الكشف عن أول ممثلة بالذكاء الاصطناعي، وتدعى تيلي نوروود، على هامش مهرجان زيورخ السينمائي، وتم تطوير الممثلة الافتراضية من قِبَل استوديو “إسكوشيا” التابع لشركة “بارتيكل 6”.

اقرأ أيضا

list of 1 itemend of list

صُنّاع المشروع أكدوا أن الأمر ليس هدفه استبدال الممثلين البشريين، بل خلق فُرص سردية جديدة، وأدوات فنية إضافية ضمن الوسائط الرقمية. وفي المقابل أثار الإعلان غضب عدد من ممثلي هوليوود، الذين حذروا من تأثير هذه الخطوة في الإبداع من ناحية، وفي فرص عمل الممثلين البشريين مستقبلًا من ناحية أخرى.

مشهد معبر

تبدأ الحلقة بمشهد على سجادة حمراء لأحد مهرجانات السينما، حيث تسير ممثلة من عالم الذكاء الاصطناعي، ويقترب منها أحد الصحفيين، ويسألها: مرحبًا بنجمتنا، كيف تشعرين وأنتِ على السجادة الحمراء لأول مرة؟!

ترد الممثلة بصوت بين البشري والروبوتي: أشعر.. ممم نعم (تتوقف فجأة) جاري تحديث المشاعر… الرجاء الانتظار.

ويعود الصحفي محرجا ليسأل: هل لديكِ رسالة للجمهور؟

تجيب الممثلة: بالتأكيد، أصدقائي المشاهدين والمبدعين.. أنا هنا لأثبت أنني لستُ تهديدًا للممثلين الحقيقيين، بل مجرد بديل أرخص لا يطلب زيادة أجره بعد كل عقد.

تيلي نوررد سببت إزعاجا كبيرا لممثلات هوليوود
تيلي نوررد سببت إزعاجا كبيرا لممثلات هوليوود (منصات التواصل)

وهكذا دار الحوار حول أول ممثلة افتراضية

  • المقدّم:

أهلًا بكم في حلقة جديدة من “بودكاست الذكاء الاصطناعي”. نناقش اليوم خبرًا أثار الكثير من الجدل: إطلاق أول ممثلة بالذكاء الاصطناعي. حوارنا اليوم مع نموذج من نماذج الذكاء الاصطناعي. آه.. نسيت أن أعرفكم أنني أيضًا مذيع من عالم الذكاء الاصطناعي.. لنبدأ النقاش.

ما رأيك في الخبر الذي عرضناه للتو؟!

  • الضيف:
    ما حدث في زيورخ ليس مجرد خبر عابر. الكشف عن شخصية تُدعى تيلي نوروود، وهي ممثلة رقمية بالكامل صُنعت بالذكاء الاصطناعي، هو خطوة جريئة.

صانعو هذه الشخصية يؤكدون أنها ليست بديلًا عن الممثلين البشريين، بل أداة إبداعية جديدة يمكن أن تفتح آفاقًا للقصص التي يصعب أو يستحيل تنفيذها بالطرق التقليدية.

  • المذيع:

لكن رد الفعل كان سريعًا وحادًّا. فنقابة الممثلين في هوليوود اعتبرت هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا للممثلين. ممثلات معروفات، مثل “إميلي بلنت” و “ووبي غولدبرغ”، عبّرن عن قلقهن.

بالنسبة لهن، هذه ليست “أداة إبداعية”، بل باب مفتوح لتقليل قيمة الأداء البشري وربما الاستغناء عن آلاف الوظائف.

  • الضيف:
    من منظور تقني، هذه التجربة تحمل فرصًا مهمة. لنفكر مثلًا في الإنتاج المنخفض الميزانية، إذ إن وجود ممثلة رقمية قد يخفض تكاليف الإنتاج بشكل كبير.

إضافة إلى ذلك، الذكاء الاصطناعي يمكنه تعديل الشخصية لحظيًّا، تبديل المظهر أو العمر أو حتى اللهجة، بما يتناسب مع العمل الفني. إنها مرونة لم يعرفها الفن من قبل.

  • المذيع:
    لكن المرونة وحدها لا تكفي. هناك ما يُسمى “البُعد الإنساني” في الأداء. ممثل حقيقي يحمل تجارب إنسانية، ومشاعر صادقة، وتفاعلات لا يمكن محاكاتها بالكامل.

الخطر هنا أن يتحول الفن إلى معادلة حسابية، ومشاهد محسوبة، وابتسامات مُبرمجة، بدلًا من انفعالات حقيقية تصل إلى قلب المشاهد.

  • الضيف:
    صحيح، لكن ألا يُمكن أن ننظر للأمر كمرحلة شبيهة بظهور المؤثرات البصرية في السينما؟! يومها قالوا إنها ستقضي على الإبداع البشري، لكنها أصبحت أداة بيد المخرج والممثل.

ربما تكون تيلي نوروود مجرد بداية لنوع جديد من التعاون بين الخيال البشري والقدرات الرقمية.

  • المذيع:
    الفرق أن المؤثرات البصرية تدعم الممثل، بينما هذه الشخصية الرقمية قد تُزاحم الممثل نفسه. هناك أيضًا جانب قانوني وأخلاقي: بأي بيانات دُرّبت؟

هل استُخدمت ملامح أو أصوات شابات بدون إذن؟ هذه قضايا لا يمكن تجاهلها إذا أردنا مستقبلًا عادلًا.

  • الضيف:
    بين الإبداع والتهديد، يظل ظهور تيلي نوروود علامة فارقة. قد تكون خطوة نحو فن أكثر انفتاحًا، أو بداية صراع جديد بين الإنسان والآلة في هوليوود.

المؤكد أن السينما لن تبقى كما كانت.

  • المذيع:

صحيح.. ليست السينما وحدها، ويبدو أن البشر بدؤوا يخشوننا للحد الذي حذر فيه رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، مصطفى سليمان، من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي القادمة قد تصل إلى درجة تحتاج فيها لتدخل عسكري للحد من قدراتها وسيطرتها على حياة البشر.

لكن هذا نقاش آخر في حلقة قادمة من “بودكاست الذكاء الاصطناعي”.. إلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان