“المنبر”.. فيلم يرد على الإساءة إلى الأزهر والمخرج يكشف التفاصيل

أثار الفيلم المصري الجديد “المنبر” حالة من الاهتمام والترقب قبل عرضه للجمهور، بعد اختياره للمشاركة في افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لأفلام البحر المتوسط في دورته الـ41، في أول عرض عالمي له.
واعتبر متابعون أن العمل يمثل “وثيقة درامية مصوّرة” تسلّط الضوء على الدور الوطني والتاريخي للأزهر الشريف. الفيلم، الذي يصفه صُنّاعه بأنه “غير هادف للربح”، أثار تساؤلات في وسائل الإعلام المحلية والعربية حول رسالته، وخصوصا في ظل “حملات تشويه” تستهدف الأزهر ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية.
مخرج "المنبر" للجزيرة مباشر: الفيلم يوثق دور #الأزهر الشريف ونضاله من الاحتلال الفرنسي إلى غـ ـزة"#الجزيرة_مباشر #مصر pic.twitter.com/DluYQ0jbkU
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 8, 2025
ليس دعوة للاستمتاع.. بل لإعادة التفكير
وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة مباشر، دعا المخرج أحمد عبد العال الجمهور المصري والعربي إلى مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه، مؤكدًا أن العمل استغرق عامين من الإعداد والتصوير، واستخدمت فيه أحدث المؤثرات البصرية والصوتية.
وقال “إذا كان كل فيلم هو دعوة للاستمتاع، فإن فيلم المنبر ليس دعوة للاستمتاع فقط، بل دعوة لإعادة التفكير. رسالته واضحة: كيف نصنع منابرنا؟ ولمن نعطي آذاننا؟”.
وأعرب عن اعتزازه بالردود التي تلقاها خلال العرض الأول للفيلم بمهرجان الإسكندرية، قائلا إن الفيلم حظي بتفاعل كبير من الجمهور والصحافة والنقاد، لما يحمله من “رسالة وطنية تبرز دور الأزهر باعتباره منارة فكرية وروحية”.
لماذا بطل جزائري وليس مصريا؟
الفيلم من تأليف فداء الشندويلي، ويشارك في بطولته أحمد حاتم، وأحمد فهيم، وعمر السعيد، وأحمد عادل، وبلال مارتيني، وآيتن عامر، إلى جانب نخبة من نجوم الدراما المصرية مثل أحمد عبد العزيز، وكمال أبورية، وسامح الصريطي، وبمشاركة خاصة من الفنانة زينة، ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي.
أوضح المخرج أن اختيار أن تكون شخصية البطل جزائرية كان قرارًا مقصودًا، قائلًا: “أردنا إبراز عالميّة الأزهر، فهو مؤسسة تستقبل طلاب العلم من أكثر من 120 دولة في مدينة البعوث الإسلامية، ليكونوا سفراء للأزهر في بلادهم. ولو جعلنا البطل مصريًّا لما تمكنا من تقديم هذه الفكرة بنفس العمق”.
وأضاف أن الجهة المنتجة طلبت منذ البداية تنفيذ “فيلم عالمي كبير عن الأزهر”، مما استدعى الاستعانة بمجمع البحوث الإسلامية للحصول على المعلومات التاريخية اللازمة، لضمان الدقة في المزج بين الطابع الوثائقي والدرامي.
الأزهر في مواجهة الاستعمار والاحتلال
وعن مضمون الفيلم، أوضح عبد العال أنه يوثق مراحل مفصلية في تاريخ الأزهر، الذي لم يكن مجرد مؤسسة دينية، بل كان “درعًا وطنيًّا في مواجهة الاستعمار”.
ويتناول الفيلم دور الأزهر خلال الحملة الفرنسية على مصر (1798–1801)، ثم مشاركته في ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني، ودعم علمائه لعودة سعد زغلول من المنفى، مرورًا بدور الأزهر في دعم الجيش المصري عقب هزيمة عام 1967 وحرب الاستنزاف ثم نصر أكتوبر عام 1973، وصولًا إلى دوره المعاصر في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وكشف عبد العال في تصريحات لوسائل إعلام مصرية أن الفيلم يردّ أيضا على الإساءات الموجهة إلى الأزهر الشريف، مشيرا إلى وجود فيلم سويدي يسيء إلى مؤسسة الأزهر، فجاء فيلم “المنبر” ليكون ردًّا فنيًّا يعبّر عن حقيقة هذه المؤسسة.
أول تصوير داخل مكتب الإمام الأكبر
وأوضح المخرج أن الأزهر دعم الفيلم لوجستيًّا ومعنويًّا، وفتح أبوابه للتصوير في أماكن غير مسبوقة، من بينها الجامع الأزهر ومدينة البعوث الإسلامية، بل ومكتب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب نفسه.
وقال: “لولا دعم الأزهر لما خرج هذا الفيلم للنور. شعرت أن هذه المؤسسة العريقة تؤمن بالفن حين يحمل رسالة، وتدعمه بكل قوة”.

لماذا اسم “المنبر”؟
واختتم عبد العال حديثه مؤكدًا: “المنبر هو صوت الأزهر المسموع، وفي الوقت ذاته السينما منبر أيضًا، لكنها منبر بالصورة. النجاح في النهاية يكتبه وجدان الجمهور، وهذا ما نتمناه للفيلم”.