شاهد: مقتنيات توت عنخ آمون تُعرض أول مرة في المتحف المصري الكبير

توافد آلاف الزوار، صباح الثلاثاء، إلى المتحف المصري الكبير في الجيزة لمشاهدة مجموعة الملك توت عنخ آمون الذهبية، التي تُعرض أول مرة كاملة في مكان واحد، بعد أكثر من عقدين من بدء العمل في المتحف وسنوات من افتتاحه الجزئي دون هذه الكنوز الأسطورية ومراكب خوفو الشمسية.

وجاءت هذه الزيارة عقب احتفال ضخم شهدته القاهرة، السبت الماضي، بمناسبة الافتتاح الرسمي للمتحف، الذي استمر إنشاؤه نحو 20 عاما، وبلغت تكلفته مليار دولار، ليصبح واحدا من أكبر المتاحف الأثرية في العالم، محتضنا أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق عصور مصر القديمة الممتدة عبر آلاف السنين.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

القناع الذهبي لتوت عنخ آمون

في قلب القاعة المخصصة لمجموعة الفرعون الذهبي، يسطع القناع الذهبي لتوت عنخ آمون وسط إضاءة خافتة تبرز ملامحه المهيبة، محاطا بمقتنياته الثمينة التي تشمل أدوات مذهبة ومجوهرات وتماثيل جنائزية ومقتنيات عائلية.

وتُعرض جميع هذه القطع للمرة الأولى منذ اكتشاف المقبرة الملكية في وادي الملوك بالأقصر عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر.

وتنقسم القاعة الضخمة إلى أربعة مستويات، تضم أكثر من 4500 قطعة من مقتنيات الملك، بينها عجلات حربية وأدوات منزلية وحلي مرصعة بالأحجار الكريمة. وفي إحدى الغرف الجانبية المعتمة، خُصص جناح صغير لعرض مومياوين لأميرتين صغيرتين توفيتا قبل الولادة، تُقدَّمان الآن إلى الجمهور للمرة الأولى.

القناع الذهبي لتوت عنخ آمون
القناع الذهبي لتوت عنخ آمون (أسوشيتد برس)

تابوت الملك الذهبي

ويُعرض تابوت الملك الذهبي الذي يزن 110 كيلوغرامات من الذهب الخالص داخل أربع مقصورات مذهبة متدرجة الحجم تشبه دمى الماتريوشكا، وقد نُقلت المومياء إلى المقبرة الملكية عقب وفاته في سن التاسعة عشرة عام 1324 قبل الميلاد. وتشير دراسات جينية وأشعة حديثة إلى أن وفاة الفرعون الشاب كانت نتيجة إصابته بالملاريا ومرض في العظام، وهو ما أنهى حكمه القصير الذي استمر تسع سنوات فقط.

مركب الملك خوفو الشمسي

وعلى مقربة من جناح توت عنخ آمون، يبرز البهو الأعظم الذي تتوزع فيه تماثيل فرعونية ومسلات شاهقة تتوسطها قناة مائية ضيقة، في حين يشكل مركب الملك خوفو الشمسي أحد أعظم معروضاته، إذ يوصف بأنه أقدم وأكبر قطعة أثرية خشبية في تاريخ البشرية.

مقتنيات توت عنخ آمون في جناح خاص بالمتحف المصري الكبير
مقتنيات توت عنخ آمون في جناح خاص بالمتحف المصري الكبير (الفرنسية)

المركب، المصنوع من خشب الأرز والأكاسيا قبل نحو 4600 عام، اكتُشف عام 1954 بجوار الهرم الأكبر، ويبلغ طوله نحو 43.5 مترا. ويُعرض بجانبه حاليا مشروع لترميم وتجميع المركب الشمسي الثاني، الذي سيتمكن الزوار من متابعة أعمال تركيبه عبر جدار زجاجي شفاف في متحف مراكب الملك خوفو الجديد.

ويُعَد عرض مجموعة توت عنخ آمون كاملة أول مرة منذ اكتشافها الحدث الأبرز في الافتتاح، إذ تضم القناع الذهبي والتابوت وكرسي العرش، وآلاف القطع التي تمثل ذروة الفن المصري القديم، لتعود القاهرة مجددا إلى صدارة المشهد الثقافي والسياحي العالمي عبر تحفتها المعمارية والأثرية الجديدة.

المصدر: الفرنسية + رويترز

إعلان