شاهد: زوجان تركيان يتحديان الإعاقة البصرية ويرفعان شعار “عيون بلا عوائق”

للحب لغة خاصة يصنعها الأزواج المحبّون، وخصوصًا عندما تكون لديهم ظروف خاصة كصالح أتاي الذي فقد بصره في الـ15من عمره بسبب عملية جراحية فاشلة، وزوجته غولتان التي عانت من الإعاقة البصرية منذ الولادة.

ترى غولتان أن الحب هو الذي حافظ على زواجها من صالح أتاي لمدة 15 عامًا حتى توجاه بإنجاب ابنتهما الوحيدة.

وقالت غولتان “ولدت كفيفة، لذا يمكنني القول إنني لا أعرف ماذا تعني الرؤية، كانت طفولتي رائعة، لكن أسوأ شيء بالنسبة لي كان عدم قدرتي على الذهاب إلى المدرسة. لسوء الحظ، لم يرسلني والدي إليها”.

ووصفت غولتان عدم ذهابها إلى المدرسة بالجرح الحقيقي، إذ كانت أكبر أحلامها أن تصبح أخصائية نفسية، وأضافت: “عندما كانوا يذهبون جميعًا إلى المدرسة أتذكر أنني كنت أتجول في الشارع مع أصدقائي وحقيبة أختي القديمة على ظهري كأنني ذاهبة إلى المدرسة”.

لكن غولتان لم تستسلم للظلام الذي فُرض عليها، بل بدأت مسيرتها في سن الـ15 مقدمة لبرامج إذاعية، وتابعت: “عملت بالإذاعة لمدة 4 سنوات، وعندما صار عمري 22 عامًا حصلتُ على الشهادة الإعدادية، وحصلت على الشهادة الثانوية عندما كان عمري 25 عامًا، علاوة على ذلك فأنا أدرس تخصص الخدمة الاجتماعية”.

وأشادت غولتان بدعم عائلتها لزواجها، وخصوصًا بعدما قررت هي وزوجها الإنجاب، حيث رزقا بابنتهما نيل.

وأردفت “لا يوجد فرق بين طفلتنا وأطفال الآباء والأمهات المبصرين، فأنا من أطعم طفلتي، وكذلك أنا التي أعطيها الدواء عندما تمرض، وأنا الذي أسهر عليها عندما ترتفع درجة حرارتها”.

وأسست غولتان مع زوجها صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم “عيون بلا عوائق”، توثق الحياة اليومية للزوجين الكفيفين، وتهدف إلى التأكيد أنه يمكنهما ممارسة حياتهما بشكل طبيعي.

وبشأن هذا الأمر، لفتت غولتان إلى أن البعض يشك في كونهما كفيفين بسبب قدرتهما على القيام بكثير من الأعمال اليومية، وأوضحت: “تلقيت تعليقًا على أحد مقاطع الفيديو الخاصة بي، يقول لنا أحدهم: لا يمكنك فعل ذلك، فأنا أقول: إننا نصور فيديو بأنفسنا، كيف يمكننا إثبات ذلك بطريقة أخرى؟ فيجيب: “لا لدي صديق يعاني من إعاقة بصرية. لا يمكنه القيام بأي من هذا”.

أما زوجها صالح أتاي، والذي كان يبصر النور، حتى حدثت له بعض المشكلات عندما كان يبلغ 8 سنوات، ومع مرور الوقت فقد نظره تدريجيًا إلى أن فقده تمامًا عندما بلغ 15 عامًا بعد جراحة فاشلة.

وقال أتاي “أنا أقوم بتعليم المكفوفين في مراكز تعليم الشعب، أعمل مدرسًا للكمبيوتر، وأعلمهم الأبجدية كما تعرفون بطريقة برايل الخاصة”.

وبشأن حياتهما معًا أكد أتاي أن المبصرين يهتمون بلون العينين والشعر أما هو وزوجته فيهتمّان بالمشاعر والأحاسيس، مشددًا على ضرورة التمكن من التعايش مع الناس حتى ولو لم تراهم.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان