وفاة الداعية المصري الشيخ أبو إسحاق الحويني بعد معاناة مع المرض

الشيخ أبو إسحاق الحويني
الشيخ أبو إسحاق الحويني

توفي الداعية المصري الشيخ أبو إسحاق الحويني بعد معاناة طويلة مع المرض، حسب ما نشر ابنه حاتم.

وعبر حسابه على فيسبوك، اليوم الاثنين، كتب حاتم الحويني “إنا لله وإنا إليه راجعون.. مات أبي”.

وكتبت صفحة الشيخ أبو إسحاق الرسمية الموثقة على فيسبوك “إن العين تدمع وإن القلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزنون.. إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجر الأمة في مصيبتها واخلف لها خيرا”.

وتابعت “اللهم ارحم عبدك الحويني واغفر له وارفع درجته وثبته عند السؤال، اللهم نقه من خطاياه كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أسكنه الفردوس الأعلى مع من أحب من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا”.

وفي منشور آخر، أوضحت صفحة أبو إسحاق الحويني على فيسبوك “كان من وصية الشيخ أبو إسحاق رحمه الله أن يُدفن بجوار رفيق دربه الشيخ شكري عبد الله رحمه الله”.

والشيخ الحويني (69 عامًا)، اسمه الحقيقي حجازي محمد يوسف شريف، ويُعَد من أبرز شيوخ السلفية في مصر.

والسبت الماضي، كتب المحامي خالد المصري (مقرَّب من عائلة الحويني) أنه تواصل مع الشيخ حاتم الحويني (ابن أبي إسحاق) الذي أخبره بأن “الشيخ في المستشفى، وفي حالة مَرَضية حرجة جدًّا”.

وقال المصري في منشور على فيسبوك “تعمدت كتابة هذا المنشور قبل الإفطار بدقائق حتى لا تحرموه من صالح دعائكم في هذا التوقيت المبارك”.

أبو إسحاق الحويني.. المولد والنشأة

والشيخ أبو إسحاق الحويني هو واحد من أبرز علماء الحديث والدعوة السلفية في العالم العربي، وُلد في قرية “حوين” التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ في دلتا مصر، وذلك في العاشر من يونيو/حزيران عام 1956م.

اسمه الحقيقي هو حجازي محمد يوسف شريف، لكنه عُرف بكنيته “أبو إسحاق”، ونُسب إلى قريته فأصبح يُعرف بين الناس باسم “أبو إسحاق الحويني”.

الدراسة والتكوين العلمي

بدأ الشيخ أبو إسحاق الحويني مسيرته التعليمية في المرحلة الابتدائية بمدرسة الوزارية الابتدائية، الواقعة في قرية الوزارية المجاورة لقريته “حوين”، قبل أن ينتقل إلى المرحلة الإعدادية حيث التحق بمدرسة “الشهيد حمدي إبراهيم” الإعدادية القديمة في مدينة كفر الشيخ. وفي تلك الفترة، بدأ في كتابة الشعر، ما عكس مبكرًا اهتمامه باللغة والأدب. وفي المرحلة الثانوية، التحق بمدرسة “الشهيد عبد المنعم رياض” في كفر الشيخ أيضًا، ودرس في القسم العلمي.

لاحقًا، التحق الحويني بكلية الألسن بجامعة عين شمس في القاهرة، حيث تخصص في اللغة الإسبانية، وتخرّج فيها بتقدير عام “امتياز”. وعقب التخرّج، تطلّع إلى أن يصبح عضوًا في مجمع اللغة الإسبانية، وأُرسل في بعثة طلابية إلى إسبانيا ضمن منحة مقدّمة من الكلية. إلا أنه لم يُكمل دراسته هناك، فعاد إلى مصر بعد فترة قصيرة.

بعودته إلى البلاد، اتجه الحويني بكامل شغفه إلى دراسة العلوم الشرعية، حيث قرر التفرغ الكامل للبحث العلمي الشرعي، وبدأ في دراسة علوم اللغة العربية، والحديث، والتفسير، والفقه. وتنقل بين مجالس الشيوخ في مصر، وتتلمذ على عدد من كبار العلماء، أبرزهم الشيخ محمد نجيب المطيعي الذي درّسه أصول الفقه، والشيخ عبد الحميد كشك الذي تلقّى عنه فنون الخطابة وأساليب الدعوة.

وفيما بعد، قادته رحلة طلب العلم إلى الأردن، حيث درس علم الحديث على يد الشيخ ناصر الدين الألباني، وأصبح من أبرز تلامذته وأكثرهم التصاقًا به. ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، حيث تلقّى العلم في العقيدة والفقه على يد الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، وهما من كبار علماء السعودية في ذلك الوقت.

عرف الشيخ الحويني بخطبه ومحاضراته التي ألقاها في العديد من المساجد المصرية، وذاعت شهرته من خلال دروسه العلمية التي خصصها لشرح كتب الحديث والتفسير والفقه والعقيدة والتوحيد، ما جعله أحد أبرز أعلام الدعوة السلفية في العالم العربي.

وتُروى عن الحويني حكايات في بداياته، حيث كان يعمل في متجر للبقالة أثناء فترة دراسته، وكان يقضي أوقات فراغه في قراءة كتب الشيخ الألباني، الذي شكّل مصدر إلهام كبير له في طريقه إلى التخصص في علوم الحديث.

مؤلفات الشيخ أبو إسحاق الحويني

ألف الشيخ أبو إسحاق الحويني عددًا من الكتب والمؤلفات التي تركت أثرًا كبيرًا في مجال علم الحديث والدراسات الشرعية، وبرز من خلالها كواحد من أبرز المشتغلين بتحقيق وتخريج الأحاديث في العصر الحديث. ومن بين أبرز مؤلفاته:

  • تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد
  • غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود
  • النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة
  • كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء
  • صحيح القصص النبوي
  • بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن
  • إقامة الدلائل على عموم المسائل
  • إسعاف اللبيث بفتاوى الحديث
  • الثمر الداني في الذب عن الألباني
  • مسيس الحاجة إلى تخريج سنن ابن ماجة
  • شرح وتحقيق الأربعون في ردع المجرم عن سب المسلم للحافظ ابن حجر

الوفاة

بعد معاناة طويلة مع المرض، توفي الشيخ أبو إسحاق الحويني مساء الاثنين 17 مارس/آذار 2025، في العاصمة القطرية الدوحة، عن عمر ناهز 68 عامًا. وقد نُقل الشيخ إلى أحد مستشفيات قطر عقب تدهور حالته الصحية، حيث كان يقيم هناك خلال السنوات الأخيرة من حياته.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان