أوروبيون يحفظون القرآن بـ”محاظر” موريتانيا ويروون تجربتهم في طلب العلوم الشرعية (فيديو)
مكانة علمية وشهرة عالمية

في عمق الصحراء الموريتانية، شرق العاصمة نواكشوط، تبرز “محظرة أم القرى” منارة علمية تجمع الطلاب من مختلف أنحاء العالم، حيث يسعون هنا لحفظ القرآن الكريم ودراسة العلوم الشرعية.
وتواصل المحظرة أداء دورها الريادي في تخريج الحفاظ والعلماء، رغم بساطة وسائلها التقليدية، مثل الألواح الخشبية والحبر الطبيعي، متجاوزة العديد من التحديات أبرزها التحديات البيئية، وتهديدات الاندثار.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsيمكن إكمال البرنامج خلال عامين فقط.. مبادرة إلكترونية لإحياء تدبر وفهم القرآن الكريم (شاهد)
ما علامات قبول الأعمال في رمضان؟ نور الدين الخادمي يجيب (فيديو)
لمن قصّر طيلة رمضان.. هل ما زالت لديه فرصة في الساعات الأخيرة؟ (فيديو)
مكانة علمية وشهرة عالمية
قال الشيخ محمد عالي ولد عدود، شيخ المحظرة، في تصريح للجزيرة مباشر، إن شهرة “أم القرى” تمتد شرقًا وغربًا، وقد تخرّج منها العديد من العلماء والقضاة وشخصيات رسمية في صلب الدولة الموريتانية.
وأضاف الشيخ “المحظرة تستقطب اليوم طلابًا من جنسيات متنوعة، من روسيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا، إلى جانب طلاب من الدول العربية والإفريقية. ويعود ذلك إلى مكانتها العلمية وأسماء شيوخها البارزين، مثل مؤسسها الشيخ محمد سالم ولد عدود، والشيخ محمد الحسن ولد الددو”.
كما تتميز المحظرة، حسب قوله، بمنهجها التعليمي المعتدل، القائم على الحفظ والكتابة، حيث يقوم الطالب بكتابة النصوص وحفظها قبل عرضها على الشيخ، وهو نظام تعليمي أصيل تتوارثه المحاظر الموريتانية منذ قرون.
طُلاب من مختلف القارات
وقال وجيد، وهو شاب فرنسي قدم إلى المحظرة مع أطفاله، إنه اختارها لتوفير بيئة دينية مناسبة لأسرته، حيث وجد فيها جوًّا يساعد على حفظ القرآن الكريم وتعلم تعاليم الإسلام.
روح الزهد والبساطة
أما حمزة، القادم من البوسنة والهرسك، فأشار إلى أن ما لفت انتباهه هو روح الزهد والبساطة في المحظرة، إلى جانب قوة المناهج الشرعية واللغوية. وأوضح علي سونغارا، وهو من سيراليون، أنه بدأ رحلته التعليمية في المحظرة عام 2010، بتعلم اللغة العربية من الصفر، قبل الانتقال إلى دراسة القرآن والعلوم الشرعية.
غير اسمه من “ريمي” إلى لقمان
من جهته تحدث لقمان، وهو فرنسي اعتنق الإسلام قبل 12 عامًا كيف غير اسمه من “ريمي” إلى لقمان، ليبدأ بعدها رحلته في دراسة الفقه والنحو وحفظ القرآن، مشيدًا بجوّ التعاون بين الطلاب حيث يساعد الطلاب الأكثر خبرة زملاءهم في التعلم، حسب قوله.
متوارث عبر الأجيال
والنموذج التعليمي في المحظرة نموذج متوارث عبر الأجيال، حيث تحتضن المحظرة إلى جانب البالغين، أطفالًا من دول أجنبية مثل روسيا وفرنسا، يدرسون مع نظرائهم الموريتانيين بالطريقة التقليدية عبر الألواح الخشبية، في نموذج تعليمي متوارث منذ مئات السنين.