“سوق اللفة”.. الزي الشعبي يحافظ على حضوره في مصراتة خلال الأعياد والمناسبات (فيديو)

رغم ارتفاع الأسعار والتغيرات الاقتصادية في ليبيا، لا يزال “سوق اللفة” في المدينة القديمة بمصراتة، يحتفظ بمكانته كأحد أقدم الأسواق التقليدية وأشهرها في ليبيا، حيث يشهد إقبالًا مستمرًّا من المواطنين، وخصوصا في مواسم الأعياد والمناسبات الاجتماعية والدينية، للحصول على الزي الليبي الشعبي، الذي يعد رمزًا للهوية والانتماء الثقافي، وما زال يحظى بمكانة خاصة لدى الليبيين رغم تحديات الزمن.

ويعود تاريخ سوق اللفة إلى أكثر من 400 عام، ويُعرف بكونه مركزًا لتجارة الملابس التقليدية مثل العباء والجرد والزبون والسورية، إضافة إلى عدد من الصناعات اليدوية كالكليم والطاقية المصراتية، التي تمثل جزءًا من التراث الحرفي الليبي.

وقال عبد الرحمن كحيل، وهو أحد التجار في سوق اللفة، للجزيرة مباشر “السوق يُعد معلمًا تراثيًّا مهمًّا في المدينة، ويقصده الزبائن من مدن مختلفة مثل طرابلس وزليتن، كما يحظى باهتمام بعض الزوار الأجانب المهتمين بالثقافة الليبية”.

عبد الرحمن كحيل - تاجر ليبي

وتابع “نوفّر هنا الزيّ العربي الليبي الكامل، الذي يتكون من السروال والزبون والسورية والعباء، ويُرتدى في الأعياد والمناسبات المختلفة”.

وعن إقبال المواطنين على الشراء، قال كحيل: “الإقبال على السوق يختلف من عام لآخر، وفي السنوات الأخيرة، لاحظنا تراجعًا نسبيًّا بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، فالسورية التي كانت تُباع بـ100 دينار (20.7 دولارًا)، أصبحت اليوم تتجاوز 300 دينار (62.25 دولارًا)، وسعر الطقم الكامل قد يصل إلى 700 دينار (نحو 145 دولارا) أو أكثر”.

أما الحاج مختار الخشيف، وهو أحد رواد السوق، فقال “جئت اليوم إلى سوق اللفة من أجل شراء ملابس العيد لحفيدي، كما تعوّدنا في عائلتنا. في السابق، كنا نشتري العباء بأسعار لا تتجاوز 150 دينارًا (31 دولارًا)، أما اليوم فقد وصلت إلى أكثر من 3 آلاف دينار (622 دولارًا)، وهذا فرق كبير يعكس ارتفاع التكاليف بشكل واضح”.

الحاج مختار

وأكد الخشيف أن عائلته تحرص دائمًا على ارتداء اللباس العربي في المناسبات، معربًا عن أمله أن تستمر الأجيال الجديدة في الحفاظ على هذا الموروث، كونه جزءًا من الهوية والتقاليد الليبية.

وبحسب الحاج مختار، فإن “اللباس العربي كان فخر الشباب في الماضي، ولا يزال يحمل رمزية ثقافية واجتماعية، وخصوصا في المناطق الغربية مثل طرابلس والخمس والزاوية”.

وفي ظل الارتفاع المتواصل للأسعار وتحديات السوق، يبقى “سوق اللفة” شاهدًا على تمسّك الليبيين بتراثهم، ومكانًا يُعيد وصل الحاضر بجذور الماضي، من خلال عباءات تُفصّل على مقاس الهوية.

سوق اللفة في ليبيا

ورغم هذه التحديات، لا تزال المناسبات الدينية والاجتماعية مثل عيد الفطر، وعيد الأضحى، والمولد النبوي، تُعيد النشاط إلى السوق، وتُنعش الطلب على الأزياء الشعبية، التي لا تزال جزءًا من المشهد الثقافي الليبي.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان