السعودية تسجل إحدى أسرع مبادرات العفو في جريمة قتل وقعت أول أيام رمضان (فيديو)
أثارت تفاعلا واسعا

شهدت محافظة الطائف غربي السعودية، الأحد، إحدى أسرع مبادرات العفو في قضايا القتل، حيث عفا أب عن قاتل ابنه بعد يومين فقط من مقتله.
وبحسب وسائل إعلام سعودية، جاءت المبادرة من الشيخ عيضة بن جابر السويعدي السفياني، الذي عفا عن قاتل ابنه، لوجه الله تعالى، ودون مقابل، خلال ثاني أيام العزاء.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsلا اعتكاف في غزة.. الحرب تحرم أهالي القطاع من تأدية سُنة العشر الأواخر من رمضان
سوق “تشوك بازار” في بنغلادش.. إرث تاريخي يحتضن تقاليد الطهي خلال رمضان (فيديو)
في العشر الأواخر من رمضان.. ماذا يمكن أن نقدم لغزة؟ عمر عبد الكافي يجيب (فيديو)
ووقعت حادثة القتل يوم الجمعة الماضي ليلة غرة رمضان، إثر خلاف بين شابين ينتميان إلى نفس القبيلة انتهى بمقتل أحدهما.
ورغم فداحة المصاب، اختار والد القتيل العفو والصفح، محتسبًا الأجر والثواب في شهر رمضان المبارك.
في مشهد يجسد معنى العفو والتسامح..
الشيخ عيضة بن جابر السويعدي السفياني وأخوه وأبنائه يتنازلون عن قاتل ابنهم الفقيد عبدالمحسن السويعدي لوجه الله تعالى في ثاني ليلة من وفاة ابنهم الذي قتل في غرة شهر رمضان في #الطائف. pic.twitter.com/HPBXYxaXKI
— عناوين الطائف (@taif_an) March 3, 2025
وقال والد القتيل في تصريحات صحفية إنه عفا عن قاتل ابنه في ثاني أيام العزاء لوجه الله، داعيًا المولى أن يرحم فلذة كبده.
وأشاد محافظ الطائف الأمير سعود بن نهار، بموقف السفياني الإنساني وامتثاله للتعاليم الإسلامية التي تدعو إلى العفو عند المقدرة والصفح لوجه الله تعالى.
سمو #محافظ_الطائف الأمير #سعود_بن_نهار يستقبل المواطن عيضة بن جابر السويعدي السفياني الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى.
.. أشاد سموه بالموقف الإنساني غير المستغرب على أبناء هذا الوطن pic.twitter.com/teTS0KD3CJ— محافظة الطائف (@gov_taif) March 4, 2025
تفاعل واسع
وأثار موقف والد القتيل تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد المغردون بكرم أخلاق السفياني وتجسيده قيم التسامح، داعين الله أن يجزيه خير الجزاء على مبادرته الإنسانية التي تفتح باب الأمل أمام كثيرين للسير على نهج العفو والصفح.
وعلق مؤرخ قبيلة ثقيف عبد الله الحصين الثقفي عبر حسابه على تويتر، قائلًا “في نادرة من النوادر قمة التسامح والعفو، والكبار كبار في كل المقاصد اجتماع والد القتيل: عبد المحسن عيضة السويعدي السفياني الثقفي ووالد القاتل: عبد الرحمن شداد السويعدي السفياني الثقفي في مجلس العزاء وعلى مائدة الإفطار في أمر يجسد المعنى الحقيقي للتسامح والعفو بقلوب راضية بقدر الله، متسامحة ومسالمة، وعافية بصدق”.
في نادرة من النوادر
قمة التسامح والعفو
والكبار كبار في كل المقاصد
اجتماع والد القتيل : عبدالمحسن عيضه السويعدي السفياني الثقفي
ووالد القاتل:عبدالرحمن شداد السويعدي السفياني الثقفي
في مجلس العزاء وعلى مائدة الإفطار في أمر يجسد المعنى الحقيقي للتسامح والعفو بقلوب راضية بقدر الله… pic.twitter.com/RMuoSMyOXm— المؤرخ:عبدالله الحصين الثقفي (@althqafyat) March 3, 2025
فضل العفو في الإسلام
قال الله تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا، وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. [سورة النساء: 92، 93].
في هذه الآيات أخبر جل ثناؤه عباده بحكم من قتل مؤمنا خطأ، وهو أن عليه تحرير رقبة مؤمنة في ماله ودية تؤديها عاقلته إلا أن يصدق أهل القتيل على من لزمته دية قتيلهم، فيعفوا عنه ويتجاوزوا عن ذنبه، فيسقط ذلك الدية عنه.
اسرع عفو ممكن يسجله التاريخ '
لقد عفاء الشيخ / عيضه ابن جابر السفياني الثقفي وأخية الشيخ / عوض ابن جابر وأبنائهم وابناء حماد عن قاتل ابنهم / عبدالمحسن عيضه في ثاني ليلة للعزاء وفي خلال 24 ساعة بعد وقوع الحادثة وبدون مقابل ،
كتب الله لهم الاجر في هذا الشهر الفضيل ورحم الله ابنهم… pic.twitter.com/soOx9Cslam— معلى السفياني (@moalaali111) March 3, 2025
وقال الله تعالى {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ}. [سورة البقرة: 178].
وقال تعالى {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. [سورة المائدة: 45].
وروى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما نقصت صدقةٌ من مال وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله”. رواه مسلم.