“زغبة رمضان”.. تقليد متوارث وعادة رمضانية صامدة لأجيال في موريتانيا (فيديو)

في شهر رمضان من كل عام، تُمارس في موريتانيا تقاليد متوارثة تعكس الارتباط العميق بالقيم الروحية والعادات الاجتماعية، من أبرزها “زغبة رمضان”، وهي عادة حلاقة الشعر التي يمارسها الموريتانيون منذ قرون، وما زالت حاضرة بقوة حتى اليوم.
تقوم هذه العادة على حلق شعر الأطفال والكبار أحيانا مع دخول رمضان، ليبدأ بالنمو خلال الشهر الفضيل دون أن يُحلق مجددًا، ويُعتقد أن هذه الممارسة تجلب البركة والحظ الجيد، ما يجعلها جزءًا أساسيًا من الطقوس الرمضانية لدى كثير من العائلات، خصوصًا في المدن الداخلية والمناطق الريفية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاحذر الإفراط في تناول السكر والملح.. دراسة تكشف عن “تأثير قاتل” وهذه أبرز التوصيات
علامات ليلة القدر.. يترقبها المسلمون في العشر الأواخر من رمضان
“البازين” وجبة لا تطهوها النساء.. تعرف على عادة أهل تاجوراء الليبية في رمضان (فيديو)
ورغم التحولات الاجتماعية والتغيرات الحضرية، لا تزال “زغبة رمضان” تحتفظ بمكانتها بين العادات الرمضانية في موريتانيا، وتعدّ بالنسبة لكثيرين احتفاءً بالشهر الكريم، وتعبيرًا عن التعلق بالتراث والتقاليد المتوارثة.
إقبال كبير:
وتشهد محال الحلاقة في موريتانيا ازدحامًا ملحوظًا مع بداية رمضان، حيث يُسارع الأهالي إلى اصطحاب أطفالهم لحلاقة شعرهم وفق هذا التقليد.
وقال نذيرو محمدن، الشاب الموريتاني للجزيرة مباشر: “زغبة رمضان عادة ورثناها عن أجدادنا، أوصانا بها أجدادنا من أجل البركة والتيمن بالشهر الكريم”.
وأضاف نذيرو: “البعض يقول إن لها فوائد صحية، فهي تزيد من نمو الشعر، ولهذا يحافظ البعض عليها لهذا الغرض أيضًا”.
جذور ثقافية:
من جانبه، أكد الباحث الاجتماعي الربيع ولد أدوم أن “زغبة رمضان” جزء من العادات الموريتانية المرتبطة بشهر رمضان، حيث تتم حلاقة الشعر بالكامل.
وأضاف الربيع في تصريح للجزيرة مباشر: “شهدت هذه العادة تطورًا مع تطور الحياة في المدن، حيث أصبح البعض يكتفي بحلاقة جزء من الشعر فقط حفاظًا على الشكل العام”.
وأشار إلى أن هذه العادة ما تزال أكثر انتشارًا في الأرياف والبوادي الموريتانية، حيث يُحلق شعر الأطفال وكبار السن، اعتقادًا بأنها تجلب الحظ والبركة خلال الشهر الفضيل.
من جهته، قال أشريف المختار، وهو شاب موريتاني: “نحلق شعرنا كل رمضان حتى يأخذ البركة وينمو مع الشهر الكريم”.
وأضاف متحدثًا للجزيرة مباشر: “تحولت هذه العادة بين الشباب الموريتاني، وخصوصا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، من تقليد قديم إلى نوع من الموضة، حيث أصبحت شائعة بين الشباب كنوع من التميز”.
وأكد أن هذه العادة كانت تُمارس منذ الصغر بمبادرة من الآباء، ولذلك أصبحت جزءًا من تربية الأجيال الجديدة.