دراسة علمية: أرض السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين عام (فيديو)

أعلنت هيئة التراث السعودية، عن اكتشاف أثري جديد نُشر في مجلة (نيتشر) العلمية المرموقة، يؤكد أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين عام، حيث كان المناخ في الجزيرة العربية أكثر رطوبة مقارنةً بالوضع القاحل الذي نعرفه اليوم.
ويسلّط هذا الاكتشاف الضوء على التغيرات المناخية الكبيرة التي مرّت بها المنطقة عبر العصور.
يبدأ الآن البث المباشر للمؤتمر الصحفي للإعلان عن اكتشاف أثري عالي الأهمية.#هيئة_التراث https://t.co/jwcGidJ7Ka
— هيئة التراث (@MOCHeritage) April 9, 2025
حاجز بيولوجي مؤثر
وتُعتبر الصحراء العربية واحدة من أكبر الحواجز البيوجغرافية على سطح الأرض، حيث تمنع انتقال الحيوانات والنباتات بين قارات إفريقيا وأوراسيا.
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن هذا الحاجز كان قائمًا منذ ما لا يقل عن 11 مليون سنة. وتُظهر الأدلة الأحفورية من العصور القديمة وجود حيوانات تعتمد على المياه في المناطق الصحراوية، مثل التماسيح والفيلة، التي كانت تعيش بفضل الأنهار والبحيرات التي كانت موجودة في تلك الفترات، وهي غائبة اليوم.
رحلة داخل دحول الصِّمَّان، يقدّم خلالها الفريق العلمي شروحات عن اكتشافات تُعيد تشكيل فهمنا لتاريخ المملكة الطبيعي.#الجزيرة_العربية_الخضراء#هيئة_التراث pic.twitter.com/sokpwBh772
— هيئة التراث (@MOCHeritage) April 9, 2025
ووفقًا للبحث الذي اعتمد على سجّلات مناخية مستخلصة من التكوينات الكهفية الصحراوية، تم الكشف عن فترات رطبة متكررة في وسط الجزيرة العربية على مدى الـ 8 ملايين سنة الماضية.
وأظهر التحليل أن الأمطار خلال تلك الفترات كانت تتراجع وتصبح أكثر تقلبًا مع مرور الوقت، وذلك مع ضعف تأثير الرياح الموسمية، وهو ما تزامن مع زيادة تغطية الجليد القطبي في نصف الكرة الشمالي خلال العصر الجليدي.
من داخل دحول الصِّمَّان في شمال شرق مدينة الرِّياض؛ يُوثّق الفريق العلمي اكتشافات تعكس تحولات مناخية شهدتها المنطقة عبر العصور، وذلك ضمن مشروع #الجزيرة_العربية_الخضراء.#هيئة_التراث pic.twitter.com/r8S9f8XMLR
— هيئة التراث (@MOCHeritage) April 9, 2025
الجزيرة العربية.. نقطة تقاطع بيولوجي تاريخي
وتتموقع الجزيرة العربية في قلب أكبر سلسلة من الأراضي الجافة شبه المستمرة على سطح الأرض، وتشكّل حاجزًا بيولوجيًا يحد من التبادل الحيوي بين إفريقيا وأوراسيا.
وعلى الرغم من أن هذا الحاجز قد قلّل من الاتصال بين القارتين، إلا أن الفترات الرطبة ساعدت في تسهيل انتقال الثدييات بين القارتين، مما جعل الجزيرة العربية نقطة تقاطع رئيسية في التبادلات البيوجغرافية.
كما تُعد التكوينات الكهفية الصحراوية دليلاً ماديًا على المناخات الرطبة القديمة، حيث يتطلب نموها ظروفًا خاصة من الأمطار والنباتات لتكوين حمض الكربونيك الذي يذيب الصخور الجيرية.
وقد أظهرت الدراسات أن هذه التكوينات يمكن تحديد أعمارها بدقة باستخدام تقنيات التأريخ الإشعاعي، مما يوفر سجلاً زمنياً موثوقًا لفترات الرطوبة في المنطقة.
بالتعاون مع 30 باحثاً و27 جهة محلية ودولية؛ نشرت #هيئة_التراث دراسةً علميّة في مجلة "نيتشر" (Nature) العلميّة ضمن مشروع #الجزيرة_العربية_الخضراء.
رابط الدراسة:https://t.co/OabzL1dVzV pic.twitter.com/cAudIIIVjT
— هيئة التراث (@MOCHeritage) April 9, 2025
التغيرات المناخية في فترات جيولوجية مختلفة
وتم تحديد فترات رطبة كبيرة على مدار تاريخ المنطقة، بدءًا من أواخر العصر الميوسيني وصولاً إلى أواخر العصر الجليدي، حيث أظهرت الدراسات أن التكوينات الكهفية قد نمت خلال مراحل بحرية مائية محددة، مما يعكس التغيرات المناخية المرتبطة بالفترات الجليدية.
وقد تم تسجيل هذه الفترات في مناطق متعددة من الجزيرة العربية، مما يوفر دليلاً إضافيًا على التغيرات الكبيرة في المناخ.
وتشير هذه الاكتشافات إلى أن الجزيرة العربية كانت بيئة رطبة تدعم حياة متنوعة قبل ملايين السنين، مما يفتح الباب لفهم أعمق حول كيفية تأثير المناخات الرطبة والجافة على توزيع الحياة البرية وانتقال الأنواع عبر العصور.
هيئة التراث تعلن عن اكتشاف أثري يظهر أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين عام. #الجزيرة_العربية_الخضراء pic.twitter.com/z251Lf2RL7
— التواصل الحكومي (@CGCSaudi) April 9, 2025