في مركز الوفاء بغزة.. أوجاع المسنّين تتضاعف مع الشيخوخة والجوع ونقص الرعاية الصحية (فيديو)

في مركز الوفاء لرعاية المسنّين بمدينة غزة، يواجه المسنّون أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة، وسط ضعف الرعاية الصحية، ونقص حاد في الغذاء والدواء، وغياب شبه تام لأي دعم إنساني خارجي.
الحياة هنا لا تليق بنا
داخل أحد أروقة المركز، تقضي مسرة أبو عاصي (75 عامًا)، وهي معلمة جغرافيا متقاعدة، أيامها بلا حراك. وقالت للجزيرة مباشر: “كنت أعيش مع تلاميذي أجمل لحظات العمر. الآن لا يُسمح لي بالخروج أو حتى المشي خوفًا من القصف”.
وتضيف أنها تعاني من آلام حادة في قدميها نتيجة الجلوس الطويل، وتتابع بحسرة: “أتمنى فقط أن أمشي قليلًا أو أجلس تحت الشمس، فالحياة هنا لا تليق بنا، والطعام لا يكفي”.
دمرت الحرب كل شيء
أما منور أبو غالي (90 عامًا)، فتستعيد ذكريات حياتها قبل الحرب بقولها: “كنت أسافر مع أولادي وأحفادي، واليوم أنا هنا بعد أن دمرت الحرب كل شيء. لا أستطيع النوم من شدة القلق، كل شيء حولي اختفى تحت الركام”. ورغم سنواتها الطويلة، لا تزال متمسكة بأمل العودة إلى بيتها، والعيش فيه بكرامة.
معاناتي تتفاقم
وفي القسم الصحي ذاته، يرقد إياد أبو رمضان (44 عامًا)، الذي يعاني من شلل رباعي منذ سنوات. وهو يقول إن منزله تعرّض للقصف مجددًا خلال الحرب، مما تسبب في تدهور حالته. يتلقى العلاج حاليًّا في المستشفى، ويقول: “أعاني من نقص الدواء، ولا أجد الغذاء المناسب لحالتي الصحية، ومعاناتي تتفاقم يومًا بعد يوم”.
عشنا لحظات من الرعب
داخل هذا المبنى الصامت، تختبئ عشرات القصص عن الشيخوخة في مواجهة الحرب، وعن أجساد أنهكها الزمن، وأوجاع ضاعفتها الغارات، وعن أرواح تنتظر لحظة أمان طال غيابها.
معتز المناصرة (35 عامًا)، وهو أحد العاملين في المركز منذ ثماني سنوات، يصف الوضع قائلًا: “أقدّم الرعاية اليومية لكبار السن، نهتم بنظافتهم الشخصية ونرافقهم طوال الوقت، فهم بلا أهل ولا أحد يعتني بهم”.
ويستذكر معتز حياة ما قبل الحرب، حين كان المسنّون يتناولون فطورهم في الحديقة، ويخرجون في رحلات ترفيهية، ويقول “اليوم تغير كل شيء، خصوصًا بعد تعرض المبنى للقصف. عشنا لحظات من الرعب، واضطررنا لنقل المسنّين أكثر من مرة حفاظًا على حياتهم”.
ويؤكد أن المركز يقدم حاليًّا وجبة واحدة فقط في اليوم بسبب نقص الموارد، بعدما كانوا يتلقون وجبات صحية ومتنوعة. ويختتم حديثه برسالة إنسانية: “كبار السن في غزة يحتاجون إلى الأمان والرعاية. يجب على العالم أن ينظر إليهم بعين الرحمة”.