صورة واحدة دون بيانات تكفي لتحديد موقعك بدقة.. أسرار لا تتخيلها عليك الانتباه إليها

في تطور جديد يثير القلق، كشفت شركة “ميلوير بايتس” المتخصصة في برامج مكافحة الفيروسات، أن منصات محادثة الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” أصبحت قادرة على تحديد الموقع الجغرافي للمستخدمين بدقة مذهلة، حتى عند استخدام صور لا تتضمن أي بيانات وصفية مثل التاريخ أو الموقع أو الوقت.
يقرأ ما خلف الصورة
وبحسب الاختبارات، فإن المنصة تستخدم تفاصيل دقيقة في الصور، مثل نوع الطيور أو العلامات التجارية على الأشياء الموجودة في الخلفية، إضافة إلى نمط العمارة والبيئة المحيطة، لتضييق نطاق البحث وتحديد الموقع المحتمل للمستخدم بدقة غير مسبوقة.
اقرأ أيضا
list of 4 items“iOS 26” وابتكارات ثورية.. أبل تكشف عن مفاجأة “الزجاج السائل” وذكاء اصطناعي يغير قواعد اللعبة
كيف تواجه خطر الذكاء الاصطناعي على وظيفتك؟ خطوات لتعزيز فرصك في العمل
أصاب الهدف بدقة.. تركيا تكشف عن أحدث صواريخها طويلة المدى (فيديو)
وصرحت شركة ميلوير بايتس بأن “الذكاء الاصطناعي أصبح متمكنا بشكل مريب في تخمين المواقع الجغرافية من الصور العادية”، مما يطرح تساؤلات جدية بشأن مدى أمان الخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي.
تزييف بنبضات قلب حقيقية
ولم تقف المفاجآت عند هذا الحد. ففي الأسبوع نفسه، كشفت دراسة لمعهد فراونهوفر هاينريش هيرتز وجامعة هومبولت في برلين أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت قادرة على توليد مقاطع فيديو “مزيفة بعمق” تحتوي على إشارات دقيقة تحاكي نبضات القلب البشرية، وهي من العلامات التي كان يُعتمد عليها سابقا لاكتشاف “الفيديوهات المفبركة”.
وأكدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “فرونتيرز إن إيمدجنج”، أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرا على تجاوز الاختبارات التي كانت تفشل فيها سابقا تقنيات التزييف، مما يجعل كشف المحتوى المفبرك أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

هل انتهى زمن كشف التزييف العميق؟
ورغم التشاؤم الظاهر في نتائج الدراسة، فإن الباحثين أشاروا إلى أمل قائم في ابتكار طرق جديدة تعتمد على تحليل تدفق الدم وتوزيعه في “الفيديو” لتحديد مدى واقعيته، وهو ما قد يشكل الجيل التالي من تقنيات كشف التزييف.
مخاوف الخصوصية تتصاعد
وتلقي هذه التطورات بظلالها على مستقبل الأمن الرقمي والخصوصية، في وقت تتزايد فيه استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم والإعلام والأمن، لكن دون وجود ضوابط واضحة تحد من قدراته المتسارعة.
ومع تزايد البحث على الإنترنت عن “تحديد الموقع من الصور”، و”فيديوهات مزيفة بتقنية التزييف العميق”، يصبح من الواضح أن المستخدمين أصبحوا أكثر وعيا بالأخطار، لكن يبقى التساؤل الأكبر: من يملك هذه الأدوات؟ ومن يراقب استخدامها؟
ويتقدم الذكاء الاصطناعي بسرعة تفوق التوقعات، ليس فقط في القدرة على المحادثة، بل في قراءة تفاصيل الحياة اليومية التي لم يكن يُتصور أن تكون مفاتيح للموقع أو الهوية. فهل نحن مستعدون لما هو قادم؟