أفضل الذكر في أيام عشر ذي الحجة

أيام العشر الأُول من ذي الحجة لها مكانة عظيمة، لاجتماع كثير من العبادات فيها.
قال ابن حجر في فتح الباري: “السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالاستغفار: أسراره وصيغته وأفضل أوقاته.. هل يجوز للغير أو للميت؟
الأذكار المستحبة بعد الصلاة المفروضة.. فضلها وترتيبها
هل الدعاء يغيّر القدر؟ وما هي صيغة الدعوة التي لا تُرد؟
وقد أقسم الله سبحانه بها في قوله: {وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (الفجر:1-2)
قال ابن عباس: “هي ليالي العشر”.
الذكر في عشر ذي الحجة
ذِكر الله تعالى، على يسره، من أكمل وأفضل العبادات، وهو العبادة الوحيدة، التي نص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أيام العشر.
فقد قال النبي ﷺ: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” أي: لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله (رواه أحمد بإسناد صحيح).
وفسر ابن عباس قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} (الحج 28) بأنها أيام العشر، وقوله تعالى {وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} (البقرة: 203) بأنها أيام التشريق (الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة).

أنواع الذكر
التهليل:
وهو قول “لا إله إلا الله” وهو عنوان التوحيد، ومن أعظم الأذكار في موسم الحج.
وقد جاء في الحديث: “من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. في يوم مئة مرة، كتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما أتى به إلا رجل قال مثل ما قال أو زاد” (رواه البخاري ومسلم).
التكبير:
ويدل على تعظيم الله تعالى، ولم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغة معينة في التكبير، وإنما ثبت عن صحابته رضوان الله عليهم عدة صيغ منها:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجل، الله أكبر، ولله الحمد.
قال البخاري: كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران فيكبر الناس لتكبيرهما.
التكبير نوعان:
مطلق: غير مقيد بوقت يبدأ من أول ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق.
مقيد: عقب الصلوات المفروضة، من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق.

التحميد:
قول “الحمد لله”، وهو شكر لله على نعمه، وأعظمها إدراك فضل هذه الأيام.
وقد وردت في التحميد أحاديث كثيرة تدل على فضله وثوابه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم وبحمده، سبحان الله العظيم” (رواه البخاري ومسلم).
الحضور القلبي مع الذكر
ينبغي أن يوافق الذكر اللساني الذكر القلبي.
قال الغزالي: “لا تظن أن ما في التهليل والتحميد من الحسنات بإزاء تحريك اللسان بهذه الكلمات من غير حصول معانيها في القلب”.
وقال ابن القيم: “ذكر القلب يثمر المعرفة، ويهيج المحبة، ويثير الحياء، ويبعث على المخافة، ويدعو إلى المراقبة، ويزع عن التقصير في الطاعات، والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئًا من ذلك الإثمار، وإن أثمر شيئًا فثمرته ضعيفة”.
هل يؤجر المسلم إذا اقتصر على الذكر باللسان وحده؟
قال العلماء: يؤجر على ذلك بحسبه، فإن حركة اللسان بالذكر عمل صالح شُغِل به اللسان، وهو طاعة قولية من طاعات اللسان.
قال القاضي عياض رحمه الله: “وذكر الله تعالى ضربان: ذكر بالقلب، وذكر باللسان، وأما ذكر اللسان مجردا: فهو أضعف الأذكار، ولكن فيه فضل عظيم، كما جاءت به الأحاديث”.
وفي الحديث القدسي قال اللهُ تبارَك وتعالى: “أنا مع عبدِي ما ذكَرني وتحرَّكَتْ بي شَفَتاهُ”.