ما نتيجة التهاون في ارتكاب المعاصي؟ (شاهد)

حذّر الداعية الإسلامي الشيخ بدر الدين عثمان، من خطورة التهاون بالمعاصي في زمن كثرت فيه وسائل الإغراء، وسهُلت فيه سبل الوقوع في الذنب، لا سيما مع انتشار الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد الشيخ بدر الدين، في مقابلة مع برنامج “أيام الله” بـ “الجزيرة مباشر”، على أن ” كثيرًا من الناس اليوم يعتبرون بعض الذنوب خفيفة وبسيطة، ويتعاملون معها بتهاون، ظنًّا منهم أن الصلاة تغفرها تلقائيًا”، قائلاً “لا تنظر إلى صِغَر الذنب، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت”.
وأشار إلى أن السلف الصالح كانوا يقولون “لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار”، مؤكدًا أن الذنوب الصغيرة تجرّ إلى الكبائر، والكبائر قد تقود إلى الكفر.
الذنب يترك أثرًا في القلب
واستشهد الشيخ عثمان بحديث للنبي، صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن كل ذنب يُحدث نكتة سوداء في قلب العبد، فإذا تاب واستغفر زالت، وإن أصرّ، تراكمت حتى يُصبح القلب مظلمًا، كالكوز المجخّي (الإناء المقلوب) لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا.
وفي المقابل، بيّن أن قلب المؤمن يكون أبيض نقيًّا، لأنه لا يصرّ على الذنوب، بل يسارع بالتوبة، والاستغفار، ومراقبة الله تعالى.
وخاطب الشيخ بدر الدين من يتصفحون الإنترنت ومواقع التواصل قائلًا “اياكم ومحقرات الذنوب، فإن الجبال من الحصى”. وأكد أن الغفلة عن هذه الذنوب وعدم الاستغفار يجعل الإنسان ينحدر تدريجيًا إلى المعاصي الكبرى.
“إذا خلوت فراقب الله”
واختتم رسالته بتذكير الناس بضرورة مراقبة الله في السر كما في العلن، مستشهدا ببيت الشعر القائل “إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقل خلوت، ولكن قل عليّ رقيب. لا تحسبن أن الله يغفل لحظة، ولا أن ما تخفيه عنه يغيب”.
وأكد أن الله تعالى مطّلع على كل ما يجول في النفس، مستشهدًا بقوله تعالى “ألم ترَ أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض، ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم..” إلى قوله “ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا، ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة، إن الله بكل شيء عليم”.
وختم بالتنبيه إلى أن صلاح الفرد هو المدخل الحقيقي لإصلاح المجتمع، لقوله تعالى “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.