“رهف” تحقق معجزة الأرقام وتنتزع لقب “بطلة العرب” في الحساب الذهني (فيديو)

أحرزت الطفلة الفلسطينية رهف مصطفى محمد (12 عاما)، وهي من سكان مخيم الجليل في مدينة بعلبك شرقي لبنان، لقب “بطلة العرب” في البطولة العربية الثانية للحساب الذهني عن فئة (C3)، بعد مشاركتها في منافسات جمعت مئات الطلبة من دول عربية عدة.

“حلوة يا بلدي”

وقالت رهف للجزيرة مباشر “منذ صغري شعرت بانجذاب خاص نحو الرياضيات، كنت أجدها ممتعة، وهذا الحب دفع والديَّ إلى تسجيلي في مركز ‘حلوة يا بلدي’ لتنمية موهبتي”.

وأوضحت أن البداية لم تكن سهلة، إذ شعرت بالخوف وانعدام الثقة عند التحاقها بالمركز، لكنها أضافت “كان والداي يشجعانني دائما، ويقولان لي: ربما تتعلمين شيئا يفيدك في المستقبل. وكانا يحرصان على أن أبقى بعيدة عن وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها تضرنا كأطفال أكثر مما تنفعنا”.

الحساب الذهني عبر “السوروبان”

وبيَّنت رهف أن الحساب الذهني يعتمد على إجراء العمليات الحسابية من دون استخدام الآلة الحاسبة، وذلك من خلال أداة تُسمى “السوروبان” (المعداد الياباني). وأضافت “نتدرب باستخدام السوروبان الحقيقي، ثم ننتقل لتخيله ذهنيا كأنه أمامنا، ونُجري العمليات عليه في أذهاننا”.

وشرحت طرق التدريب المعتمدة في المركز، فقالت “نستخدم طريقتين: السمعية حيث نُجري الحسابات بعد سماع الأرقام، والبصرية حيث نراها مكتوبة على الورق أو الشاشة. هذا التنوع ساعدني على التقدم بثقة”.

وذكرت رهف أنها التحقت بالمركز عام 2023، وبدأت من مستوى (brain 1)، وهو المستوى التمهيدي الأول الذي يتدرب فيه الأطفال على أساسيات الجمع والطرح باستخدام السوروبان، ثم انتقلت إلى المستويات الأعلى بعد اجتياز الاختبارات الدورية.

وأشارت إلى أنها وصلت حاليا إلى (brain 4)، وهو من المستويات المتقدمة التي تشمل العمليات الأربع الأساسية، ويتطلب تدريبا ذهنيا مكثفا.

الفوز بلقب “تشامبيون”

وتحدثت عن تجربتها في البطولة العربية، قائلة “كنت خائفة وقلقة من ألا أحقق نتيجة، لكن بدعم والدي والمعلمات، غيرت طريقة تفكيري، وقررت أن أشارك بإيجابية”.

وأضافت “فزت بلقب تشامبيون عن فئة (C3)، وهي الفئة التي تضم المشاركين من المستويات التمهيدية الأولى مثل brain 1 وbrain 2، وتركّز على الجمع والطرح، وكان شعورا لا يُنسى”.

وفي إنجاز لاحق، شاركت رهف في البطولة الوطنية للحساب الذهني في لبنان. وقالت “طلبت من والدي أن أشارك رغم أنه لم يكن متحمسا، لكنه وافق، وفزت بلقب تشامبيون عن الفئة (H)، وهي فئة متقدمة تشمل متدربي مستوى brain 3، وتضم عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة”.

وأشارت رهف إلى أن البطولة العربية شهدت مشاركة أكثر من 350 طالبا من دول عدة، مثل مصر وتونس والجزائر والعراق ولبنان، وأكدت أنها شعرت بالفخر لأنها مثّلت وطنها فلسطين، وقالت “كنت أشعر أنني لا أقدّم شيئا لنفسي فقط، بل لفلسطين كلها”.

طموح رهف وحلم بلادها

وعن طموحاتها المستقبلية، عبَّرت رهف عن أملها في الوصول إلى أعلى مستوى في نظام الحساب الذهني، وهو فئة (O) التي تُعَد المرحلة العليا في التدريب، وتشمل مستويات عالية من التركيز والتخيل، وتمكّن المتدربين من خوض اختبارات معقدة جدا، كما تأمل الحصول على لقب “تشامبيون أوف تشامبيون” في المسابقات المقبلة، والمشاركة في بطولات عربية ودولية باسم فلسطين.

وأما حلمها الشخصي، فقالت “أحلم بأن أصبح طبيبة أسنان للأطفال، وأتمنى أن أواصل تعليمي حتى أحقق هذا الحلم. أعلم أن الطريق ليس سهلا خاصة مع غلاء التعليم، لكنني أرجو أن أستطيع الوصول إلى الجامعة بدعم والديَّ”.

وختمت رهف رسالتها بقولها “نحن -الفلسطينيين- سلاحنا هو العلم. أهدي هذا النجاح إلى أطفال غزة الذين حُرموا من حقهم في التعليم منذ أكثر من 600 يوم. أؤمن أننا قادرون على النجاح رغم كل الصعوبات، وسنثبت للعالم أن أطفال فلسطين يستحقون الحياة والتعليم”.