ما هي الأيام البيض؟ وما الحكمة من صيامها؟ وكيف يتم تحديدها كل شهر؟

ما هي الأيام البيض؟
الأيام البيض هي: 13، و14، و15 من كل شهر هجري (قمري).
لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم؟
سميت بذلك لبياض لياليها بالقمر الكامل، حيث تكون الليالي مضيئة بسبب اكتمال القمر في منتصف الشهر القمري.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأفضل الأدعية النبوية لقضاء الدين وتفريج الهم مع أدلة صحيحة من السنة
علاج الغضب.. أفضل الأذكار والأدعية من السنة لضبط النفس وكظم الغيظ
الوقاية من الحسد والعين والسحر.. أذكار نبوية ورُقية شرعية للحماية اليومية
قال النووي -رحمه الله-: “وسميت بذلك لأن لياليها بيض من شدة ضوء القمر فيها”، شرح النووي على صحيح مسلم.
وقيل: سميت بيضا، لأن ليلها أبيض بالقمر ونهارها أبيض بضوء الشمس.
لماذا نصوم أيام 13 و14 و15 من الشهور القمرية؟
لأنها الأيام البيض التي أوصى النبي محمد ﷺ بصيامها.
فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ “يا أبا ذر، إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة”، رواه النسائي في “السنن الكبرى” وصححه الألباني في “صحيح الترغيب والترهيب”.

ما الحكمة من صيام الأيام البيض؟
- الاقتداء بسنة النبي محمد ﷺ
فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال “أمرنا رسول الله ﷺ أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام: البِيض، ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة”، رواه النسائي وصححه الألباني.
- مضاعفة الأجر: اليوم بعشرة، فثلاثة أيام كصيام الشهر
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، قال “قال لي رسول الله ﷺ: صُم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، فذلك مثل صيام الدهر”، رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي ذر -رضي الله عنه-، قال رسول الله ﷺ “من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله”، رواه النسائي وصححه الألباني.
- التزود بالتقوى وكف النفس عن شهواتها
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال رسول الله ﷺ “الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ”، رواه البخاري ومسلم.
- تزكية النفس وتدريبها على الصبر والمداومة على الطاعة
قال تعالى: {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}، “البقرة: 184”.
هل يجوز صيام الأيام البيض في أي 3 أيام من الشهر؟
السنّة هي صيام 3 أيام من كل شهر، والأفضل أن تكون أيام البيض (13، 14، 15)، لكن من عجز عن صيام أيام البيض، وصام غيرها أجزأه وحصل له أصل السنة، وذلك لأن النبي ﷺ لم يعيّن، بل قال: “ثلاثة أيام من كل شهر”.
فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، قال “كان رسول الله ﷺ يصوم من الشهر ثلاثة أيام، لا يبالي من أي الشهر صام”، رواه مسلم.
قال الشيخ العثيمين -رحمه الله-: “هذه الأيام الثلاثة يجوز أن تصام متوالية أو متفرقة، ويجوز أن تكون من أول الشهر، أو من وسطه، أو من آخره، والأمر واسع ولله الحمد، حيث لم يعيّن رسول الله ﷺ، وقد سئلت عائشة -رضي الله عنها-: أكان رسول الله ﷺ يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقيل: من أي الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم (رواه مسلم)، لكن اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر أفضل، لأنها الأيام البيض”.

هل يجوز صيام يوم واحد فقط من الأيام البيض؟
من عجز عن صيام الأيام البيض كلها، وصام في بعضها رُجي له بعض الفضل المتعلق بصيام هذه الأيام، فإذا صام يوما أو يومين من أيام البيض، وكمل الثلاثة من غيرها من أيام الشهر كان ذلك حسنا.
متى يكون صيام الأيام البيض لهذا الشهر؟
يُحسب ذلك وفق التقويم الهجري الرسمي في بلدك.
الأيام البيض هي دائما: اليوم 13، واليوم 14، واليوم 15، من كل شهر هجري قمري.
مثال: إذا بدأ شهر المحرم لهذا العام 1447هـ يوم الخميس 26 يونيو/حزيران 2025، فالأيام البيض ستكون:
- الثلاثاء 8 يوليو/تموز (13 محرم).
- الأربعاء 9 يوليو/تموز (14 محرم).
- الخميس 10 يوليو/تموز (15 محرم).

لماذا كان الرسول ﷺ يصوم الأيام البيض؟
لأن صيام ثلاثة أيام يعادل صيام الشهر كله، وبالتالي صيام الدهر كله وهو من السنن الثابتة عنه ﷺ.
فعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال “كنا نرى أن صيام الأيام البيض من صيام الدهر”، رواه الطبراني في الكبير، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
ما حكم صيام الأيام البيض؟
صيام الأيام البيض سنة مستحبة مؤكدة، وليس فرضا ولا واجبا، لكنه من السنن التي داوم عليها النبي محمد ﷺ.
فعن عائشة -رضي الله عنها-، قالت “كان النبي ﷺ يصوم ثلاثة أيام من كل شهر”، رواه مسلم.
قال الإمام النووي -رحمه الله-: “فيه استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، والأفضل أن تكون الأيام البيض”، شرح النووي على مسلم.
وقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، وجماعة المالكية إلى أن مُوافقة صيام الأيام الثلاثة من كل شهر لصيام الثلاثة البِيض مُستحب.