احذروا.. نقص “فيتامين الحب” يؤدي إلى الاضطراب النفسي

في عالم يركض فيه الناس خلف لقمة العيش، ينسى كثيرون أن هناك نوعًا آخر من الجوع ينهش الأرواح بصمت، إنه “الجوع العاطفي”، الجوع إلى الحب، ذاك الشعور الذي لا يسدّه رغيف ولا ترويه زجاجة ماء.
فالحب، كما يقول علم النفس، ليس ترفًا ولا تزينًا للعلاقات، بل حاجة إنسانية أساسية لا تقل أهمية عن الطعام والماء.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتغيير المدرسة ليس قرارا بسيطا.. تأنّ قبل أن تحزم حقيبة طفلك
تفشي الحمّى الشوكية يهدد حياة الأطفال في غزة وسط انهيار المنظومة الصحية (فيديو)
أنشأت لهم مستشفى ومزرعة.. أوغندية تؤوي 98 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة (فيديو)
وفي مدرج الاحتياجات الإنسانية لعالم النفس الشهير “أبراهام ماسلو”، يأتي الحب مباشرة بعد الحاجات البيولوجية. فإن غاب، ظهرت تشوهات نفسية وسلوكية قد لا يدركها صاحبها.
حين يتحول غياب الحب إلى أزمة
تبدأ الحكاية حين لا يجد الإنسان من يمنحه الحب، فيضطر إلى الاكتفاء بحب نفسه. لكن حين يبالغ في ذلك، قد تتسلل النرجسية والأنانية إلى شخصيته. وإن عجز عن إيجاد علاقة حقيقية، ربما يقع في حب أشياء جامدة: شجرة، أو صخرة، أو يعيش متشبثًا بالماضي في حنين مؤلم.
وفي الحالات الأشد، قد يتحول الجوع العاطفي إلى عداء للمجتمع كله، فتولد شخصية سيكوباتية، لا ترى في الآخرين إلا أعداء.
ويُحذر خبراء النفس من أن نقص “فيتامين الحب” قد يؤدي إلى ظهور سمات اضطرابية كالحقد والغيرة المرضية والتهور، وربما ما هو أخطر من ذلك.
التعبير عن الحب
ولأن وجود الحب فقط لا يكفي، بل لا بد من التعبير عنه، يشير مختصون إلى أن الكثير من علاقاتنا تتآكل ليس لأن الحب مفقود، بل لأنه غير مُعبَّر عنه.
فالزوج الذي يكدّ ويتعب من أجل أسرته قد يظن أن جهده يكفي ليقول “أنا أحبكم”، لكن زوجته بحاجة إلى سماع هذه الجملة. والابن الذي يختزن مشاعر الحب لأمه، قد لا ينطق بها إلا بعد وفاتها في منشور مؤلم على مواقع التواصل.
كيف نُطعم أرواحنا بالحب؟
يرى المختصون أن التعبير عن الحب له قنوات ثلاث:
- الكلمة: وهي أول مفاتيح القلب، فلا تبخل بأن تقول “أحبك” لمن تحب، سواء كان زوجك، أو ابنتك، أو صديقك أو والديك. فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك حين قال لرجل يحب آخر في الله: “أأعلمته؟” قال: لا، قال: “أعلمه”.
- الهدية: ليست بقيمتها المادية بل بدلالتها، فهي تقول “كنتُ أفكر فيك”. وكما قال النبي الكريم “تهادوا تحابوا”. ولا ينبغي أن تكون الهدية للغرباء فقط، بل لأقرب الناس إلى قلبك.
- اللمسة: عناق للأبناء، قبلة على جبين أمك، لمسة حانية ليد والدك، كل ذلك يُشعر الآخر بالحب. في الحديث الشريف، أن النبي قبّل حفيده الحسن، فلما استغرب أحد الصحابة، أجابه “من لا يرحم لا يُرحم”.
زهرة بلا ماء
الحب بلا تعبير، كزهرة جميلة تُترك بلا ماء، سرعان ما تذبل. وذبولها لا يعني فقط انتهاء العلاقة، بل قد يُطلق سلسلة أزمات نفسية واجتماعية تبدأ من غرف النوم ولا تنتهي عند بوابات العيادات النفسية.