سيدة الطريق في مشمشان.. “حلوم” السورية قهرت حدود الطفولة وقادت شاحنة الأب (فيديو)

على طرقات بلدة مشمشان غربي إدلب، شمال غرب سوريا، تقود الفتاة السورية حُلوم شاحنة صغيرة من طراز بورتر بكل ثقة، لتجمع الحليب من مربي الأبقار وتنقله إلى معمل أجبان، حاملة مسؤوليات أكبر من عمرها من أجل مساندة والدها الذي يعاني من كسر في قدمه.

حليمة عنوش أو حُلوم (15 عاما)، وهي واحدة من ثمانية إخوة، سبع بنات وصبي صغير عمره عام ونصف، تحدثت للجزيرة مباشر عن قصتها المميزة مع الشاحنة التي تقودها منذ سن العاشرة برغبتها الكاملة.

تعلمت قيادة الشاحنة

وقالت حليمة “أبوي ما عنده إلا أنا كسند فتعلمت قيادة الشاحنة وأحببتها وأرغب في إكمال مهمتي التي أساعد أبي من خلالها” مشيرة إلى أنها تخرج منذ السادسة صباحا للعمل وتطمح إلى جلب سيارة جديدة لوالدها بعد عقود من التعب.

وأشارت الفتاة إلى أن المهام الصغيرة وصعوبات الحياة لم تشعرها بأن الطفولة سُرقت منها، بل تراها من منظور إيجابي، وتفضل قيادة السيارة على أعمال البيت.

ليست البنت الكبرى

ورغم أن حلوم ليست هي البنت الكبرى في أسرتها، بل هي الثالثة من حيث الترتيب، فقد اختارها أبوها دون تردد بسبب شخصيتها الحازمة.

وقال والدها محمد عنوش للجزيرة مباشر إنه يعلم ابنته قيادة السيارة منذ أن كانت في سن الحادية عشرة من عمرها، وأضاف “قبل أن أدرب حلوم على القيادة كان يشغلني سؤال دائم: من سيهتمّ بالعائلة إن أصابني شيء؟”.

وبعد عامين من تعليمها، اضطر والدها إلى التوقف عن العمل بسبب إصابة في قدمه، مما اضطر حُلوم إلى ترك مقاعد الدراسة وتولّي مهمة جمع الحليب من مُربي الماشية في القرى المجاورة ونقله إلى معمل الأجبان حيث يعمل والدها الذي يمتلك خبرة تزيد على 30 عامًا في هذ المجال.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان