سر نفسي يغيّر فهمنا للاعتذار.. نتائج تثير فضول العلماء

كثرة الكلمات أم نبرة الندم؟

يمكن لصياغة الاعتذار بطريقة أعمق وأطول أن تسهم في ترميم العلاقات (غيتي)

كشفت دراسة جديدة نشرتها “مجلة علم النفس البريطانية” أن الاعتذارات التي تُصاغ بكلمات أطول تبدو أكثر صدقا في نظر المتلقي، مقارنة بتلك التي تُستخدم فيها كلمات قصيرة أو معقدة ونادرة.

وأجرت الباحثة شيري ليف آري، المحاضرة في كلية “رويال هولواي” بجامعة في لندن، الدراسة لفهم العلاقة بين أسلوب الاعتذار ومدى تقبّله من الآخرين.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وأوضحت الدراسة -التي نشرت عنها صحيفة “الغارديان”- أن الناس لا يقيّمون الاعتذار بناء على معناه فقط، بل يتأثرون أيضا بالشكل اللغوي المستخدم فيه.

واعتمدت الدراسة على مرحلتين أساسيتين، الأولى تحليل اعتذارات منشورة على منصات التواصل الاجتماعي، بينها 25 اعتذارا لمشاهير على منصة “إكس”، وتبين أن اعتذارات هؤلاء المشاهير تضمنت كلمات أطول مقارنة بتغريداتهم المعتادة.

وأُجريت تجربة تفاعلية، في المرحلة الأخرى، مع مشاركين طُلب منهم تقييم صيغ عدة لاعتذار واحد، وتباينت الصيغ بين كلمات قصيرة وأخرى طويلة مألوفة.

وأظهرت النتيجة أن الاعتذارات المصاغة بكلمات أطول بدت أكثر صدقا وإقناعا.

الناس لا يقيّمون الاعتذار بناء على معناه فقط (غيتي)

علامة على صدق النية

وقالت الباحثة: “يستخدم الأفراد كلمات أطول في اعتذاراتهم مقارنة بتواصلهم الذي لا يتضمن اعتذارا، وهذا يعبّر، على الأرجح، عن الجهد الذي يبذلونه للتعبير عن ندمهم وتصحيح الموقف أو كليهما، وفي المقابل يفسر الأشخاص الاعتذارات ذات الكلمات الطويلة باعتبارها أكثر تعبيرا عن الاعتذار”.

وأضافت: “قد يبدو الاعتذار أكثر صدقا وأصالة إذا كلّف الشخص جهدا أكبر في التعبير عنه، وهذا الجهد قد يتضمن الوقت الذي يستغرقه في قول أو كتابة كلمات طويلة”.

ويتماشى ذلك مع ما يُعرف في علم النفس بـ”نظرية الإشارة”، (Signaling Theory) إذ يُنظر إلى الجهد المبذول بكونه علامة على صدق النية.

وترى الدراسة أن نتائجها قد تكون مفيدة في الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية، إذ يمكن لصياغة الاعتذار بطريقة أعمق وأطول أن تسهم في ترميم العلاقات، بل وجعلها أكثر مرونة.

واعتبرت شيري ليف آري أن الشخصيات العامة، من سياسيين وفنانين، يمكنهم الاستفادة من هذه النتائج لتحسين تواصلهم مع الجمهور، لكن الباحثة شددت على أن استخدام الكلمات الطويلة لا يعني دائما وجود ندم حقيقي، فقد يكون مجرد أسلوب للتأثير في الجمهور.

المصدر: الجزيرة مباشر + الغارديان

إعلان