محادثات أستانا: لا حل عسكري ورغبة في إحلال تسوية استنادا إلى القرار الدولي 2254

مفاوضات أستانا تبحث تثبيت وقف إطلاق النار الهش الساري منذ أواخر ديسمبر الماضي

اجتمعت الأطراف المتحاربة في سوريا لإجراء محادثات في أستانا عاصمة قازاخستان الاثنين للمرة الأولى منذ تسعة أشهر فيما طغى البرود على الحوارات المبدئية في مؤشر على أن فرص تحقيق انفراج مهم ضئيلة في الصراع المستمر منذ ستة أعوام.

وجلست الأطراف المتحاربة حول مائدة مستديرة في قاعة مؤتمرات بفندق في أستانا قبل يوم من المفاوضات التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران.

وقال طرفا الصراع إن التركيز ينصب على اتفاق وقف إطلاق النار وهو ما يمثل تمهيدا هشا لحل سياسي أشمل.

لكن بشار الجعفري رئيس الوفد الذي يمثل بشار الأسد قال إن مفاوضي قوات المعارضة غير مهنيين واتهمهم بالدفاع عن “جرائم حرب” ارتكبتها جبهة فتح الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة.

وقال مصدر معارض إن ممثلي المعارضة يعتزمون التفاوض مع ممثلي الحكومة عبر وسطاء.

وأبلغ محمد علوش رئيس وفد المعارضة الحاضرين أنه يريد وقف إراقة الدماء بتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الهش وتجميد العمليات العسكرية وقال إنه يتعين على الفصائل المدعومة من إيران مغادرة سوريا.

ولا تزال روسيا التي تدعم الأسد وتركيا التي قدمت المساعدة لجماعات تعارضه على خلاف بشأن قضايا جوهرية مثل هل ينبغي أن يبقى الرئيس السوري في السلطة أم يتنحى كما تطالب المعارضة.

ولم تكن هناك شخصيات حكومية بارزة بين الوفود وقالت وزارة خارجية قازاخستان إنها تتوقع انتهاء الاجتماعات بحلول ظهر غد.

وكشفت مسودة بيان الدول الراعية لمفاوضات أستانا، تأكيد روسيا وإيران وتركيا في هذه المسودة التزامها بسيادة واستقلال أراضي الجمهورية السورية “كجمهورية متعددة الإثنيات والأديان، وكدولة غير طائفية وديمقراطية وعلمانية”.

وعبر البيان عن اقتناع الدول الثلاث بعدم وجود حل عسكري، وعن الرغبة في إحلال تسوية استنادا إلى القرار الدولي 2254، واستنادا إلى أن السوريين يقررون المرحلة الانتقالية السياسية التي وحدها تقود إلى حل النزاع في سوريا.

وشددت مسودة البيان على السعي لاتخاذ خطوات ملموسة للتأثير في الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار الموقع عليه في ديسمبر/كانون الأول الماضي عبر إنشاء آلية ثلاثية للمراقبة والحد من الانتهاكات.

كما أكدت بناء الثقة وتأمين المساعدات الإنسانية بالتعاون مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وعبرت كل من تركيا وروسيا وإيران عن رغبتها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام وفصلهما عن فصائل المعارضة الأخرى، وقالت الدول الثلاث إن مفاوضات أستانا هي أرضية جيدة لحوار مباشر بين الحكومة والمعارضة.

كما أعلنت -في مسودة البيان- تأييدها رغبة فصائل المعارضة بالمشاركة في مفاوضات جنيف التي ستعقد في الثامن من فبراير/شباط القادم كحوار داخلي بين الأطراف السورية.

وقال بعض المحللين إن الاجتماعات في أستانا التي يحضرها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا قد تكون منصة انطلاق للمفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة والتي توقفت في أواخر ابريل نيسان.

وقال دي ميستورا إن من المهم التوصل إلى آلية لتنفيذ ومراقبة وقف إطلاق نار على مستوى البلاد لبناء الثقة.

وأضاف، “هذا في حد ذاته.. سيكون إنجازا كبيرا” معبرا عن أمله في أن تؤدي المحادثات غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة في أستانا إلى مفاوضات مباشرة تقودها الأمم المتحدة.

وقال مسؤولون إيرانيون إنهم يعارضون بشدة مشاركة الولايات المتحدة رغم أن التلفزيون الرسمي الروسي قال إن جورج كرول سفير الولايات المتحدة في قازاخستان سيكون حاضرا بصفته مراقبا.

وتريد تركيا وروسيا – لأسبابهما الخاصة – النأي عن الصراع.

ودفعهما هذا إلى تحالف يعتقد البعض أنه أفضل فرصة لتحقيق تقدم نحو اتفاق سلام ولا سيما في ظل انشغال واشنطن بقضايا داخلية.

ووصلت المعارضة إلى أستانا وهي تدرك أن سقوط معقلها السابق في حلب رجح كفة الأسد في المعركة.


إعلان