شاهد: معاناة سكان غزة بسبب قطع الكهرباء والبنك الدولي يحذر من تفاقم الأزمة

قال مسؤولون إسرائيليون إن السلطة الفلسطينية أبلغت إسرائيل الخميس بأنها ستتوقف عن دفع ثمن إمدادات الكهرباء الإسرائيلية لغزة، في تحرك قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء بالكامل عن القطاع.
والقرار مؤشر آخر على تشديد سياسات السلطة الفلسطينية تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع.
ووصف سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس الخطوة بأنها تصعيد “خطير وعمل جنوني”.
وتتعامل السلطات الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية فيما يخص إمدادات الكهرباء والوقود التي تذهب لغزة.
واتخذت السلطة الفلسطينية عدة خطوات للضغط على حماس لإجراء انتخابات فلسطينية جديدة، ومن بين هذه الضغوط فرض ضريبة على الوقود الإسرائيلي الذي تشتريه لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة والتي لم يعد بمقدورها إيجاد مصدر تمويل وتوقفت عن العمل قبل أسبوعين.
ومع توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل وتقطع الإمدادات المصرية عبر خطوط الكهرباء، تمثل الإمدادات القادمة من إسرائيل أهمية بالغة لتوفير الكهرباء لسكان غزة وإن كان لفترة بين أربع وست ساعات فقط في اليوم.
وتحصل إسرائيل من السلطة الفلسطينية على 40 مليون شيكل (11 مليون دولار) شهريا مقابل الكهرباء وتخصم المبلغ من تحويلات عوائد الضرائب الفلسطينية التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة.
وتقول مصادر إسرائيلية إن غزة تحتاج إلى 400 ميغاوات من الكهرباء لضمان إمداد سكانها بالطاقة على مدار الأربع والعشرين ساعة.
ولا يتحقق هذا الهدف حتى في حالة عمل محطة التوليد. وعادة ما تنتج المحطة 60 ميغاوات تضاف إليها الإمدادات الإسرائيلية البالغة 125 ميغاوات في حين تأتي 25 ميغاوات عبر خطوط كهرباء من مصر.
من جانب آخر، قال البنك الدولي (الخميس) إن النقص المستمر في الوقود والبنى التحتية غير الكافية في قطاع غزة، تتسبب بأزمة إنسانية للفلسطينيين المقيمين بالقطاع.
وفي تقرير نشر قبل مؤتمر دولي للمانحين الأسبوع المقبل، أكد البنك أن المساعدات الدولية وحدها لا تستطيع إنقاذ الاقتصاد الفلسطيني الراكد دون تغييرات عملية وتعاون من إسرائيل.
وقالت مارينا ويس، مديرة مكتب البنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة: “خلال الذروة في الصيف والشتاء يمكن تقنين الكهرباء بأربع ساعات خلال النهار، غير أن هذا الوضع أصبح قاعدة وترك سكان غزة دون كهرباء غالبية اليوم، الأمر الذي خلق أزمة انسانية لمليوني ساكن في غزة”.
وأوضحت ويس أن نقص الكهرباء يؤثر على المستشفيات والعيادات وإمدادات المياه وخدمات حيوية أخرى إضافة إلى الاحتياجات المنزلية.
واعتبر التقرير أن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع يزيد من تفاقم مشاكله.
يذكر أن أزمة الكهرباء في قطاع غزة الفقير ليست جديدة، لكنها تعود لعدة أسباب منها النقص في قدرة التوليد حيث يوجد في القطاع محطة وحيدة قامت إسرائيل بقصفها سابقا.
ورغم استيراد خطوط الكهرباء من إسرائيل ومصر فإنها لا تعوض النقص الموجود.
ويواجه القطاع البالغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة حصارا منذ يونيو/حزيران 2007 عقب فوز حماس بالانتخابات ثم إدارتها للقطاع.
ويبقى معبر رفح المتنفس الوحيد للقطاع الذي يعاني أزمة إنسانية وركودا اقتصاديا، مغلقا غالبية الأيام.