في مشهد مؤلم: عراقي يصف لحظة فقدانه 14 من أقاربه في الموصل

بصرخاتٍ ملتاعة، ووجه مصدوم ونظرات شاخصة للسماء، تلقى محمود سالم خبر فقدانه 14 من افراد عائلته في قصف جوي على مدينة الموصل التي تعيش أيام قيامتها هذه الأيام.
ولأن الناس تستأنس بقربها من بعضها في أيام الحرب والكوارث، تجمعت عائلة محمود كلها في بيت أحدهم في طابقين، النساء في الغرف والرجال في أنحاء البيت منتشرون، ولكن القصف لم يمهلهم ولا أمهل اقترابهم ببعضهم فأرسلهم جميعا مغتالين إلى آخرتهم.
لا أقسى من أن تفقد أفراد عائلتك وأحبائك غير أن تفقدهم مشوهين، هذا ما حدث مع محمود فبعد خبر فقدانهم وفاجعته فيهم، كان لزاما عليه أن يذهب ويتعرف عليهم الواحد تلو الآخر فيلقى هذا بدون يد وتلك مقسومة الجسد، وذلك الصغير فاقدا لإحدى طرفيه أو كليهما، وقليل منهم خرج من تحت الأنقاض كامل الجسد لكنه خالي الروح.
يعلم محمود من جيرانه أن ثمة قناص اعتلى سطح المنزل وأطلق رصاصاته في الهواء ثم نزل ومضى، لتأتي طائرةُ الموتِ قاصفة الحي حاصدة 105 أرواح منهم 14 من عائلة محمود، يتساءل حينها، كيف يستطيع القناص مسامحة نفسه؟
لا يريد محمود الذهاب إلى مكان البيت وحطامه، لا يريد أن يشعر بالقهر مرة أخرى، لا يريد أن يقهر على أخته الراحلة ولا على ابن أخته الذي ذهب في ريعان شبابه ولم ير من حياته شيئا ولا على ابنتي أخته اللتين لم تنالا حظا من الدنيا أيضا.
يقول محمود أنه لم ولن ينسى ما حدث ما بقيت فيه روح، فالفاجعة أكبر من أن تنسى.