تصاعد جرائم الكراهية ضد مسلمي بريطانيا

سجلت الحوادث، التي تستهدف مسلمين، أو ما يعرف بظاهرة “الإرهاب الإسلاموفوبي” ارتفاعًا كبيرًا في بريطانيا، عقب هجومي مانشستر ولندن اللذين وقعا مايو/آيار الماضي، ويوليو/حزيران الجاري.
وشهدت لندن في 3 يونيو/حزيران الماضي، هجومًا مزدوجًا أسفر عن سقوط 7 قتلى، ونحو 50 مصاباً، فيما تمكنت الشرطة من قتل منفذي الهجوم الثلاثة.
وفي 22 مايو/أيار الماضي، استهدف تفجير إرهابي قاعة حفلات في مدينة مانشستر، أودى بحياة 22 شخصًا، بينهم أطفال، وتبناه تنظيم الدولة.
وعلى إثر الهجومين، تصاعدت بشكل ملحوظ الهجمات التي تستهدف المسلمين في بريطانيا.
ومن ذلك، الهجوم، الذي جرى في 18 يونيو/حزيران الماضي، حيث استخدم مهاجم شاحنته في دهس مصلّين خارج مسجد “فينسبري بارك” شمالي لندن، ما أسفر عن مقتل مواطن بريطاني من أصل بنغالي.
وأوضحت الشرطة أن منفذ الهجوم، هو “دارين أوزبورن” (47 عامًا)، وكانت له وجهات نظر عدائية متزايدة تجاه المسلمين في الأيام التي تلت الهجمات على جسر لندن.
ونقلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية عن محمد كوزبار، رئيس مسجد “فينسبري بارك” شعوره بالقلق من احتمال وقوع هجوم آخر، وذلك على خلفية وصول رسالة تهديد تقول إن “الهجوم على المصلين أمام مسجد فينسبري بارك باستخدام الشاحنة كان البداية فقط”.
وتضمنت الرسالة تهديدًا صريحًا للمسلمين، قائلة إن “المرح سيستمر في أغسطس/آب المقبل”.
وجاء بالرسالة “ستكون هناك أنهار من الدماء تتدفق في الشوارع، سنتأكد من حدوث ذلك، ولن ينجو منكم أحد يا حشرات.. أنا أعني من سينجو من (القتل بواسطة) الخنقً بالغاز، أو قطع الرأس، أو التفجير”.
واستخدام مواد حارقة كانت سمة لافتة، أيضاً، للهجمات التي استهدفت مسلمي بريطانيا مؤخراً.
فمن بين سلسلة الهجمات الأخيرة، إصابة رجل مسلم بتشوهات جراء إلقاء مواطن بريطاني “حمض الكبريتيك” عليه في العاصمة البريطانية لندن، في 21 يونيو/حزيران الماضي.
وفي حديث لـ”القناة الرابعة” البريطانية ، قال “جميل مختار” (37 عاماً)، إن المواطن البريطاني “جون توملين”، اقترب منه وهو في سيارته مع قريب له، وألقى عليهما “حمض الكبريتيك”، وتسبب بإصابتهما بتشوهات دائمة.
وفي سياق متصل، رصدت مجلة “ورد برس” (مدونة متخصصة) تزايد الاعتداءات اللفظية والجسدية والمضايقات، التي تستهدف غالبية المسلمين في بريطانيا، وقالت إن أكثر من يتعرض لتلك الاعتداءات وللترهيب بسبب الدين هنّ من النساء.
والسبت الماضي، وصفت إحدى المدونات البريطانيات المسلمات كيف تعرضت والدتها وصديقتها للهجوم شرقي لندن.
وكتبت “مادج” على المدونة: “تعرضت والدتي وصديقتها لهجوم عنيف من قبل عدد من البريطانيين بضاحية بلاستو في نيوهام في شرق لندن أثناء عودتهما إلى منزلهما بعد المدرسة”.
وأضافت أن “أحد الرجال سأل والدتها لماذا ترتدين هذا النقاب (غطاء الوجه)، قبل أن يلكمها ويسحبها على الأرض”.
كما أظهر مقطع مصور تداولته، السبت، وسائل الإعلام المحلية هجومًا آخر في حديقة عامة بلندن، حيث أصيبت امرأة مسلمة بجروح على يد أحد المهاجمين.
وفي هجوم سابق نُشرت لقطات منه عبر الإنترنت، تعرّضت مجموعة من النساء والأطفال السودانيين لاعتداء من قبل عصابة من الرجال والنساء في حديقة “أكسفورد”، شمالي لندن، وقع خلال احتفالات عيد الفطر الأخيرة ،حيث قام المهاجمون بتمزيق أحجبة النساء المسلمات.
وحسب بيانات بلدية لندن، فإن المعدل اليومي لحوادث “الإسلاموفوبيا” بالعاصمة البريطانية ارتفع من 3 حوادث إلى 20 حادثة عقب هجوم جسر لندن.
وتم استهداف مطعم للوجبات الجاهزة التركية في بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية الأسبوع الماضي،حيث كتب مهاجمون عبارة “الحثالة الإسلامية” بالطلاء على جدران المبنى، ووصفت الشرطة في أيرلندا الشمالية الحادث بأنه “جريمة كراهية ذات دوافع عنصرية”.
وحسب معطيات مشروع “تيل ماما” (منظمة غير حكومية) لرصد الاعتداءات ضد المسلمين في بريطانيا، فإن نسبة جرائم الكراهية ضد المسلمين، التي وقعت خلال الأسبوع التالي لهجوم “مانشستر”، ارتفعت بنسبة 471% مقارنة مع الأسبوع الذي سبقه.
ومنذ مايو/أيار 2013، استُهدف أكثر من 100 مسجد ومكان عبادة للمسلمين في بريطانيا، بينما يجري الهجوم على مسجد كل أسبوعين، وفق المنظمة الرصدية ذاتها.
ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا نحو مليونين و800 ألف نسمة، أي ما يعادل 4.4 % من إجمالي السكان.