مسؤول بالأمم المتحدة يحذر من بوادر إبادة في أفريقيا الوسطى

مسلمون يحملون جثامين ضحايا أعمال العنف التي تستهدف المسلمين في إفريقيا الوسطى

حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية البريطاني سيفن أوبراين من بوادر إبادة تظهر في أفريقيا الوسطى حيث يتسع نطاق أعمال العنف ضد المسلمين هناك.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في اجتماع مغلق لمجلس الأمن ونقل دبلوماسيون فحواها.

وقال أحد الدبلوماسيين إن أوبراين ردد خلال هذه المحادثات، التي لم تكن مدرجة على جدول الأعمال الرسمي للمجلس ولم يسمح للصحافة بحضورها، “ما سبق وقاله” في مطلع آب/أغسطس خلال اجتماع في الأمم المتحدة.

وعرض أوبراين خلال الاجتماع رحلة قام بها إلى جمهورية أفريقيا الوسطى موضحا أن “هناك بوادر تنذر بإبادة”، داعيا إلى إرسال المزيد من العسكريين والشرطيين للمشاركة في بعثة الأمم المتحدة للسلام (مينوسكا) في هذا البلد البالغ عدد سكانه 4.5 مليون نسمة.

وأثارت تصريحات أوبراين في مطلع الشهر بلبلة داخل المنظمة الدولية التي لا تزال تحت وطأة الصدمة جراء فشلها في منع وقوع الإبادة في رواندا عام 1994.

وتنشر الأمم المتحدة حوالى 12500 عسكري وشرطي في أفريقيا الوسطى للمساعدة على حماية المدنيين ودعم حكومة الرئيس فوستين أركانج تواديرا الذي انتخب العام الماضي.

وأشار أوبراين، بحسب ما نقل عنه أحد الدبلوماسيين، إلى أن عدد النازحين في هذا البلد وصل اليوم إلى “600 الف، أي بزيادة 40% عن العام الماضي”.

كما حذر مجلس الأمن من أعمال العنف التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني على الأرض، ما يرغم على وقف العديد من أنشطتهم.

وأوضح المصدر أن أعمال العنف تتسع في هذا البلد بما في ذلك في منطقة بانغاسو (جنوب  شرق).

وغرقت أفريقيا الوسطى في الفوضى في 2013 بعدما أطاح متمردو سيليكا الذين يدعون الدفاع عن الأقلية المسلمة بالرئيس السابق فرنسوا بوزيزيه، ما أدى الى هجوم مضاد شنته مجموعات أنتي بالاكا ذات الغالبية المسيحية.

وسمح التدخل العسكري لفرنسا (ديسمبر/كانون الاول 2013 – أكتوبر/تشرين الاول 2016) والأمم المتحدة بانتخاب الرئيس تواديرا وعودة الهدوء إلى بانغي، لكن ليس داخل البلاد حيث تصاعد العنف منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ومن الأسباب خلف أعمال العنف السيطرة على الموارد  الطبيعية في هذا البلد.

وقال دبلوماسي آخر إن أعضاء في مجلس الأمن عرضوا أن تقوم الهيئة بزيارة إلى أفريقيا الوسطى للاطلاع على الوضع عن كثب.

وكان أوبراين حض مجلس الأمن في مطلع الشهر على “التحرك الآن وعدم الحد من مجهود الأمم المتحدة والصلاة من أجل ألا نندم طوال حياتنا”.

وأكد مجددا الثلاثاء بحسب الدبلوماسيين على أن المنظمة الدولية لا تزال بعيدة عن تحقيق هدف جمع 497 مليون دولار لتمويل المساعدة الإنسانية لأفريقيا الوسطى هذه السنة.

المصدر : الفرنسية

إعلان