نيويورك تايمز: أمريكا تصفع مصر بسبب حقوق الإنسان وعلاقاتها مع بيونغ يانغ

قررت إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترمب الثلاثاء حرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى ضمن المساعدات العسكرية الأمريكية إلى مصر
بسبب سجل مصر في مجال حقوق الإنسان والعلاقات “الدافئة” بين مصر وكوريا الشمالية.
وقال محللون إنهم فوجئوا بهذه التحركات خاصة بعد اجتماع ترمب و عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض في أبريل نيسان الماضي حيث أثنى ترامب بسخاء على الرجل العسكري المصري .
وكان ترمب قد قال خلال اللقاء “أريد فقط أن يعلم الجميع، في حال كان هناك شك، إننا نقف وراء الرئيس السيسي فلقد قام بعمل رائع في وضع صعب للغاية. نحن ورائه مصر وشعب مصر”.
ومصر من أكثر البلدان المستفيدة من المساعدات الأمريكية بعد إسرائيل لكن وزارة الخارجية الأمريكية أكدت الثلاثاء أنها تحد من تمويلها لمصر بسبب عدم إحراز تقدم في مجال حقوق الإنسان واحتجاجا على قانون جديد يقيد أنشطة المنظمات غير الحكومية.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت علاقة مصر القوية مع كوريا الشمالية قد لعبت دورا في قرارات تجميد المساعدات، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن المسائل المثيرة للقلق نوقشت مع القاهرة، لكنه رفض تقديم تفاصيل عن تلك المحادثات.
وقال روبرت ساتلوف المدير التنفيذي في معهد واشنطن والمختص بشؤون الشرق الأوسط إن الرسائل المتناقضة من إدارة الرئيس ترمب كانت مفاجئة.
وأضاف:” إنه من غير المعتاد أن تتخذ إدارة ترمب إجراءات عقابية ضد مصر نظرا لتواصل ترمب مع السيسي واحتضانه بشكل عام للنظام المصري.
وتابع ساتلوف: ” التقارير بشأن الأوضاع الحقوقية في مصر أو العلاقات بين مصر وكوريا الشمالية ليست جديدة”.
ونظرا للخلاف بين واشنطن وبيونغ يانغ بسبب التجارب النووية لكوريا الشمالية فإن الإدارة الأمريكية فرضت عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية كما يسعى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى فرض عزلة اقتصادية على بيونغ يانغ ويطلب من قادة الدول في كل اجتماعاته أن يقطعوا علاقاتهم مع كوريا الشمالية.
ويقول دانيال ليون من مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط ” منظمة أمريكية غير حكومية”، إن العلاقات المصرية الكورية الشمالية وثيقة منذ سبعينات القرن الماضي على الأقل حيث قام طيارون من كوريا الشمالية بتدريب الطيارين المصريين قبل حرب 1973 مع إسرائيل واتهمت مصر في وقت لاحق بتزويد كوريا الشمالية بصواريخ سكود .
وهذا العام قال محققون تابعون للأمم المتحدة إن كوريا الشمالية تلتف على العقوبات التي فرضتها المنظمة الدولية عبر استخدام وسطاء أو شركات في الشرق الأوسط وإفريقيا وغيرها من البلدان.
وفي 2015 قالت لجنة أممية إن شركات من كوريا الشمالية تقوم بتهريب أسلحة عبر موانئ بورسعيد المصرية.
وكانت الإدارات الأميركية المتعاقبة قد أثارت قضية كوريا الشمالية في محادثات مع القاهرة لكن لم تحقق نجاحا كبيرا في تلك المحادثات لكن يبدو أنها هذه المرة قد تضغط بقوة على مصر بسبب علاقاتها مع كوريا الشمالية، ويملك نجيب ساويرس أحد أغنى رجال الأعمال في مصر، شركة أوراسكوم تليكوم ميديا تيشنولوغي، وهي شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية التي ساعدت في إنشاء شبكة الهاتف الخلوي الرئيسية في كوريا الشمالية في عام 2008.
وثمة عامل آخر وراء القرارات الأمريكية الأخيرة وهو القانون الخاص بالمنظمات غير الحكومية في مصر والذي أقره السيسي في مايو أيار الماضي وأدانته منظمات حقوقية عديدة باعتباره ينص” على مستويات غير مسبوقة من القمع، وسوف يُجرّم نشاط العديد من منظمات المجتمع المدني، وسيجعل من المستحيل عليها أن تعمل بشكل مستقل”.