قلق دولي من أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغيا

دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان السلطات في ميانمار الثلاثاء إلى ضمان عدم استخدام قوات الأمن القوة المفرطة ضد أقلية الروهينغيا المسلمين في ولاية راخين.
وندد الأمير زيد بن رعد الحسين بالهجمات المنسقة التي شنها مسلحون على قوات الأمن يوم الجمعة لكنه قال إن واجب القيادة السياسية أن تحمي كل المدنيين “دون تمييز“.
وقال في بيان إن أكثر من 8700 من الروهينغيا هربوا من ميانمار إلى بنغلاديش منذ الهجمات.
وقال “هذا تطور مؤسف في الأحداث. كان متوقعا وكان من الممكن منعه“.
من ناحية أخرى، قال الاتحاد الأوربي إنه يتابع عن كثب ما يحدث في إقليم أراكان غربي ميانمار، ويعتقد أن الوضع يدعو إلى القلق.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوربية ماجا كوسيجانسيك: “نتابع الوضع عن كثب، عيوننا ليست مغلقة تجاه ما يحدث في أراكان”.
وأضافت كوسيجانسيك في مؤتمر صحفي في بروكسل الثلاثاء: “قدمنا بعض المقترحات من أجل إصلاح الوضع في الرسالة التي أصدرناها يوم 25 أغسطس/آب. نعتقد أن التطورات تثير القلق، وندعو إلى ضبط النفس”.
كما دعت منظمة “الأمن والعدالة” في هولندا المجتمع الدولي إلى الضغط دبلوماسيا على ميانمار لوقف العنف ضد مسلمي الروهينغيا.
وفي حديث مع وكالة أنباء الأناضول، قال رئيس المنظمة، نورالدين ويلديرمان، إنّ المسلمين يتعرضون لأعمال عنف من قبل حكومة ميانمار.
واعتبر ويلديرمان أنّ ما يجري “بلغ مستويات مخيفة تدعو إلى القلق”.
كما لم يستبعد حدوث عملية “إبادة جماعية” بحق مسلمي الروهينغيا في ميانمار في حال تتواصل الانتهاكات بحقهم.
ويشكل المسلمون في ميانمار نحو 4.3% من إجمالي عدد السكان، البالغ نحو 51 مليونًا و500 ألف نسمة، حسب إحصاء رسمي لعام 2014 .
على صعيد متصل، حذرت تركيا الثلاثاء ميانمار من استمرار العنف ضد المسلمين.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن مسؤولين في وزارته اتصلوا صباح الثلاثاء بوزير الدولة في خارجية ميانمار (أُو كياو تين) وأبلغوه تحذيرات بشأن ما يتعرض له الروهينغيا.
وأضاف جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية المالديف محمد عاصم في العاصمة التركية، أن المسؤولين الأتراك يتواصلون مع دول العالم لإنهاء الظلم الذي يتعرض له مسلمو الروهينغيا بإقليم أراكان في ميانمار.
وأكد أن “الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، يتابعان الوضع في أراكان بنفسيهما”.
وشدد جاويش أوغلو على أنه “ينبغي إيجاد حل جذري اليوم لما يحصل في أراكان، فلا يمكن استمرار هذا الظلم والمعاملة اللإنسانية بهذا الشكل، وعلى العالم بأكمله أن يتحلى بالمسؤولية”.
ولفت إلى أنه لا يمكن قبول الهجمات التي يتعرض لها المدنيون من مسلمي الروهينغيا في ميانمار تحت أي حجة.
وقال جاويش أوغلو: “أقول للمسؤولين في الدول الإسلامية، علينا أن لا نلتزم الصمت حيال هذا الأمر، علينا أن نظهر حساسيتنا وأن نوجه التحذيرات اللازمة لميانمار، وأن ندعمهم في حال أبدوا تجاوبا”.
يذكر أن المجلس الأوربي للروهينغيا قال إن ما بين ألفين إلى 3 آلاف مسلم قتلوا في هجمات جيش ميانمار خلال 3 أيام فقط.