شاهد: أطفال الروهينغيا يعانون صدمات نفسية من أهوال رحلة الفرار

لا يزال اللاجئون الروهينغيا، لاسيما الأطفال يعانون من الذكريات الأليمة والصدمات النفسية والجسدية التي صاحبتهم خلال رحلة هروبهم من العنف في ميانمار.
ووفقًا لتقديرات تقريبية من وكالات المعونة، فإن حوالي ثلث اللاجئين الروهينغيا هم من الأطفال، وكثير منهم يعبرون الحدود كل يوم غير مصحوبين بذويهم.
الطفل عبد الله هو واحد من عدد قليل من المحظوظين الذين لم شملهم مع عائلته بعد تجربة الموت القريب أثناء الفرار إلى بنغلاديش المجاورة، إذ انفصل وتاه عن عائلته عندما أصابت رصاصة ذراعه.
وقال الصغير بعيون داعمة “لقد كنت أنزف ولم أستطع حتى رفع يدي، كان علي أن أجد عصا وبمساندتها سرت ببطء مع الأشخاص الذين جاءوا إلى هنا، وبعد الوصول إلى هنا أخذت إلى المستشفى”.
وبعد سبعة أيام شاهده أحد أقاربه في مستشفى كان يعالج فيه، ولكن حتى بعد عودته إلى عائلته لا يزال لديه كوابيس مروعة من أثر ذكريات رحلة العذاب والموت.
وقال عبد الله “عندما تأتي ذكريات تلك الأيام إلى ذهني أشعر بالخوف الشديد، وأنا متحجر مجرد التفكير في الرصاصة”.
ولكن البعض الآخر ليس محظوظا مثل عبد الله، فقد أكملت “ياسمين أختر” الرحلة من قريتها إلى بلد جديد مع الغرباء، ولم يكن لديها أي شخص من أقاربها بصحبتها في رحلة اللجوء إلى بنغلاديش كما لم تجد من يبحث عنها لأنها فقدت كل أفراد أسرتها للأبد، إذ قتل جميع أفراد أسرتها في أعمال العنف.
وقالت الطفلة “رصاصة قتلت والدي عندما ذهب إلى السوق خلال عنف العام الماضي، وهذه المرة أُحرقت والدتي، وكنت مرعوبة واختبأت في حقل الأرز عندما رأيت مجموعة كبيرة من الناس يسيرون نحوي، وانضممت إلى تلك المجموعة وجئنا هنا”.
والآن تعيش ياسمين مع معلم يدعى محمد حسين الذي رصدها وحيدة في الشارع.
وقال محمد حسين “كانت مبللة في المطر، كانت تمطر بشدة، كانت تبكي وترتجف، لم تستطع التحدث بكلمة، لذلك أحضرتها للبيت وأعطيتها بعض الطعام والملابس”.
ووفقا لوكالات الإغاثة، من الصعب توفير التسهيلات اللازمة لهؤلاء الصغار.
وقالت فيفيان تان المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “إنهم جميعًا وحدهم في أرض غريبة، ولا يتكلمون نفس اللغة، ومصابون بالصدمة، ويمكن استغلالهم بشكل غير آدمي، فهناك خطر على حياتهم من عمليات التهريب والاتجار في ظل تلك الفوضى وهذا التدفق، فهم بحاجة حقا إلى اهتمام وحماية خاصين”.
قالت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن نحو 270 ألف من الروهينغيا قد عبروا إلى بنغلاديش المجاورة منذ اندلاع العنف يوم 25 أغسطس، عندما شنت قوات الامن الميانمارية هجمات عنيفة ضد الروهينغيا في أراكان (راخين).