شاهد: الروهينغيا يناضلون من أجل الغذاء في ملاجئ بنغلاديش

قال عمال إغاثة إن أزمة إنسانية حادة تضرب آلاف النازحين من أقلية الروهينغيا المسلمة من ميانمار، بعد أن تقطعت بهم السبل ولا يجدون طعامًا منذ أسابيع.
وكثفت منظمات الصليب الأحمر عملياتها في راخين (أراكان) شمال غرب ميانمار بعد أن اضطرت الأمم المتحدة لتعليق أنشطتها هناك في أعقاب تلميحات من الحكومة بأن المنظمة الدولية دعمت من أسمتهم “متمردي” الروهينغيا.
وقالت جوي سينجال من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر “أصبحت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية غير مرحب بها في راخين، وأصبحت عاجزة عن العمل وعلى ضمان سلامة وأمن عامليها ومتطوعيها”.
ويشعر عمال الإغاثة بالقلق لأن الكثير من الروهينغيا بلا طعام منذ منتصف يوليو/تموز عندما لم يعد بمقدور برنامج الأغذية العالمي، الذي يزودهم بالطعام والمساعدات المالية، مواصلة العمل.
وقامت الأمم المتحدة بإجلاء العاملين “غير الضروريين” من المنطقة بعد تلميحات من الحكومة بأن برنامج الأغذية العالمي ومنظمات إغاثة دولية دعمت “المتمردين” بعد وقت قصير من الهجمات.
وقالت جوي إن الحكومة ستتولى “التنسيق وتسهيل” الأعمال في حين سيدير الصليب الأحمر أعمال “التقييم ومساعدات الإغاثة والتنفيذ”.
وما زال الآلاف من المسلمين يحاولون عبور الجبال والغابات الكثيفة وحقول الأرز من أجل الوصول إلى بنغلاديش, هربًا من المجازر في ميانمار.
وقالت الحكومة إنها ستقيم مخيمات للنازحين ولكن هذه الخطوة قد تثير معارضة بعض الخبراء المعنيين بالشؤون الإنسانية.
وعارضت الأمم المتحدة إقامة قرى “أشبه بالمخيمات” للروهينغيا في أبريل/نيسان مستشهدة بخطر إثارة توترات، وأكدت الأمم المتحدة أهمية السماح للنازحين بالعودة إلى ديارهم وحياتهم.
وعثرت الأمم المتحدة في بنغلاديش، الجمعة، على عشرات الآلاف من اللاجئين الذين لم يجر إحصاؤهم ليرتفع العدد إلى 270 ألفا من نحو 164 ألفا قبل يوم واحد، وقفز العدد، السبت، بواقع 20 ألفا.
وزادت موجة اللاجئين العبء على وكالات الإغاثة التي تساعد بالفعل مئات الآلاف من النازحين بسبب موجات سابقة من العنف في ميانمار.
وقالت وزيرة خارجية أستراليا جولي بيشوب، السبت، إن بلادها ستقدم مساعدات تصل قيمتها إلى 4.03 مليون دولار وإن وكالات ستوزعها على النازحين في بنغلاديش.
وأوفد رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق بعثة لمساعدة اللاجئين الذين يسعون للعثور على مأوى على حدود بنغلاديش مع ميانمار.
وقال عبد الرزاق الذي ينتقد معاملة ميانمار للروهينغيا “رد فعل حكومة ميانمار كان مخيبا للآمال”.
وأبدت دول كثيرة تقطنها أعداد كبيرة من المسلمين، مثل باكستان وتركيا، قلقها إزاء العنف ودعت زعيمة ميانمار أونغ سان سو كي إلى التحرك.
وتقول ميانمار ذات الأغلبية البوذية إن قواتها تخوض حملة مشروعة ضد “إرهابيين متمردين” تلقي باللوم عليهم في هجمات عليها وفي حرق منازل وسقوط قتلى مدنيين، وتقول إن نحو 30 ألفا من غير المسلمين نزحوا.
من جهتها، أكدت منظمة العفو الدولية استخدام جيش ميانمار ألغاما أرضية قرب الحدود مع بنغلاديش، وقالت إن الألغام تسببت في إصابة ثلاثة مدنيين على الأقل بجروح بالغة بينهم طفلان وتشير تقارير إلى أنها قتلت رجلا خلال الأسبوع المنصرم، وفقا لشهادات شهود عيان وتحليلات خبراء أسلحة تابعين للمنظمة.