كلينتون لن تترشح مجددا للرئاسة ولا تزال تتساءل: “ماذا حدث؟”

المرشحة الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون

صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، في مقابلة تلفزيونية الأحد، أنها لن تترشح مجددًا للرئاسة، لكنها ستظل منخرطة في السياسة الأمريكية.

جاء ذلك في إطار ترويج كلينتون، التي خسرت الرئاسة أمام دونالد ترمب العام الماضي، لكتابها “ماذا حدث؟” الذي يروي تفاصيل تجربتها مع الحملة الانتخابية، ومن المقرر صدوره، الثلاثاء.

وقالت كلينتون إنها لن تسعى للترشح لانتخابات الرئاسة القادمة المقررة في 2020، لكنها قالت لشبكة (سي بي إس) إنها ستظل منخرطة في السياسة الأمريكية “لأنني أؤمن حرفيًا بأن مستقبل بلادنا في خطر”.

وتروي كلينتون، في كتابها، لحظات رئيسية في حملتها الانتخابية، بما في ذلك القرار الذي اتخذه المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) جيمس كومي بإعادة فتح التحقيق في استخدامها لخادم بريد إلكتروني خاص بينما كانت وزيرة للخارجية.

لكن كلينتون أقرت بأنها خاضت الحملة الانتخابية بنبرة لا تتناسب مع مزاج البلاد.

وقالت “لقد فهمت أن هناك الكثير من الأمريكيين، الذين غضبوا بسبب الوضع المالي المضطرب.. كان هناك استياء، كنت أعرف ذلك، لكن كنت أعتقد أنه مسؤوليتي كانت أن أحاول تقديم أجوبة على ذلك، وليس تأجيج الأزمة”.

وأضافت أن هذا خطأ لأن الأشخاص “أرادوا مني أن أشارك غضبهم، وكان علي أن أقوم بعمل أفضل في إظهار أنني فهمت ما يريدون”.

وتابعت كلينتون أن ترمب، وهو نجم  تليفزيوني، اعترف بأن منصب الرئيس أصعب مما كان يعتقد “نعم لأنه ليس برنامج، إنه واقع بالتأكيد”.

كلينتون لا تعرف “ماذا حدث؟”

من جهته، علق الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس، على صدور كتاب “ماذا حدث؟” لهيلاري كلينتون، الذي تسرد فيه ذكرياتها عن حملتها الانتخابية العام المنصرم؛ وقال مكمانوس إن هيلاري لا تزال لا تعرف ماذا حدث.

وتساءل مكمانوس، في مقال بصحيفة “لوس أنجليس تايمز”، عمّا إذا كان هذا الكتاب ضروريا.

ولفت إلى أن ثمة أعضاء ديمقراطيين آخرين كانوا يتحسّبون لهذا منذ شهور ويخشون حدوثه، ومنهم آل فرانكين سيناتور مينيسوتا الذي قال قبل أسابيع قليلة “أنا أحب هيلاري، وأظن أن من حقها تحليل ما حدث.. لكن علينا المضيّ قدما وعدم الالتفات للوراء”.

ولخص مكمانوس الكتاب عبر ما تشير إليه الكثير من مقاطعه بأنه تشريح مستفيض لكيفية خسارة هيلاري أمام مرشح متغطرس غير مؤهل وأقل شعبية منها، مضيفا أن كلينتون لم تبرئ نفسها تماما من اللوم؛ فهي تعترف بأخطاء متفاوتة الحجم.

لكنها أيضا، بحسب الكاتب، لم ترحم أحدًا من اللوم، بادئةً قائمة اتهاماتها بجيمس كومي، وجوليان أسانج، وفلاديمير بوتين، وكلهم لديها ما يبرر اتهامهم، لكن ماذا عن تحميلها اللوم لكل من: بيرني ساندرز عضو مجلس الشيوخ وباراك أوباما (الرئيس الأمريكي السابق) وجو بايدن؟

وأكد مكمانوس، أن قرار هيلاري إعادة فتح جبهاتها مع ساندرز على وجه التحديد قد أثارت ضيق الكثير من الديمقراطيين الذين اعتبروا ذلك منها بمثابة إلقاء قذيفة على جهودهم الرامية إلى إعادة توحيد صفوف الحزب والتي لم يكتمل نجاحها بعد.

من جهته، ردّ ساندرز الأسبوع الماضي، حسبما رصد الكاتب، قائلا إن “كلينتون خاضت سباقا ضد أقلّ المرشحين شعبية في تاريخ أمريكا وخسرتْ السباق، وهي غاضبة لتلك الخسارة وأنا أفهم ذلك، لكن ما ينبغي علينا عمله هو ألا نعود للوراء، وأظن أنه من قبيل السخافة أن نظل نتحدث عن 2016”.

واعتبر صاحب المقال هذا الوضع بمثابة هدية للرئيس ترمب وحلفائه المحافظين ممن لا يرون أفضل من جعْل كلينتون واجهة عامة للحزب الديمقراطي مرة أخرى؛ وتقدم قناة “فوكس نيوز” تغطية خاصة لكتاب هيلاري بما في ذلك مقاطع تعيد أجواء الحديث عن بريدها الإلكتروني المثير للجدل.

وقال مكمانوس، إن كلينتون تبدو عازمة من وراء كتابها على اتخاذه وسيلة للعودة للظهور على الساحة العامة، وهي تقول “كان ثمة الكثير من الناس يتمنون اختفائي، لكن ها أنا ذا”.

وأشار الكاتب في ختام مقاله إلى أن هيلاري بعد كتابها لا تزال لا تدري ماذا كان خطأً في حملتها الانتخابية، فهي تقول: “إنني أتساءل بحق.. إنني في حيرة”.

ورأى مكمانوس أن كتاب (ماذا حدث؟) كان جديرا بأن يظل حبيس أدراج هيلاري؛ وأن الدرس الذي تعلمتْه هو درسٌ قاس خلاصته “بعد انتخابات كارثية، حتى أنصار المرشحة الخاسرة ربما لم يعودوا مرحبين بها”.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط + وكالة الأنباء الألمانية

إعلان