فهمي هويدي: النظام العربي الراهن أصبح عبئًا على القضية الفلسطينية

قال الكاتب والمفكر المصري فهمي هويدي إن النظام العربي في الوضع الراهن أصبح عبئا على القضية الفلسطينية.

وأضاف هويدي خلال جلسة ضمن ندوة عن التطبيع، السبت في إسطنبول، إلى أن قطار التطبيع انطلق بالفعل وهو ماض نحو هدفه دون معوقات، لاسيما بعد نجاح الثورات المضادة للربيع العربي، وتوغل السياسات الإيرانية في سوريا واليمن والتي صرفت النظر عن إسرائيل والقضية الفلسطينية.

ورصد مخاطر التطبيع على الأمة العربية والإسلامية، لافتًا إلى أن مَن طبعوا مع الاحتلال هم المؤسسات وشبكات المصالح وليس الشعوب العربية.

وقال هويدي إن تحرير الدول العربية من الأنظمة الاستبدادية هو السبيل لتحرير فلسطين وإلا فستظل محتلة، مشيرًا إلى أن الانخراط في التطبيع نوع من موالاة العدو وهو أمر منهي عنه شرعًا .

وقال إن تراجع الربيع العربي شجع على المضي قدما في مسار التطبيع، محذرًا مما أسماها “الفتنة الكبرى في عصرنا الحديث” والتنازل عن فلسطين، وتعميق الفجوة بين الأنظمة والشعوب، والانقسام بين الأنظمة ذاتها، وانفجار غضب شعبي قد يدخل فيه العنف الذي قد يستهدف المشرق العربي، وفي كل الأحوال سيكون إيذانًا بميلاد خرائط سياسية عربية جديدة إذا ظلت بالأساس محتفظة بهذا الوصف “عربية”.

وأضاف هويدي أن الحديث عن التطبيع في السابق كان من المحرمات لكنه أصبح الآن وجهات نظر واجتهادات ونظرية يرجحها  بعض ويتورط فيها بعض آخر، لافتًا إلى أن التطبيع مصطلح خادع لأنه لا يوجد تطبيع بين غالب ومغلوب، وبين محتل وغازٍ، فالتطبيع يكون بين أنداد أو أشقاء، لكن أصبح هذا المصطلح يستخدم للتسويغ لمعنى “الاستسلام” وهذا هو معناه الحقيقي الآن.

وأوضح أن إسرائيل تبالغ في حجم التطبيع وتهوله لهذا الغرض كما لو ان العالم العربي يزحف نحوها طارقا أبوابها، وساعدت في ذلك الخدع الاعلامية الخبيثة، مؤكدًا أنه ليس هناك نموذج حقيقي للتطبيع الذي نشهده في الوقت الراهن على الإطلاق إلا إذا عدنا لزمن الهنود الحمر ومصيرهم الذي انتهى بإبادتهم وإقامة أمريكا الحديثة.

وخلص هويدي إلى أن “الاحتلال” هو القضية الأساسية، وأن قضية التطبيع يراد بها الهروب من استحقاقات الحل العادل، والقفز فوق القضية الفلسطينية وحصارها، وتيئيس الفلسطينيين من استعادة حقوقهم المشروعة، بل والتضحية بالقضية الفلسطينية ونسيانها، والاستقواء بإسرائيل والاستسلام لها في مواجهة إيران وبالتالي رفض أي حل عادل للقضية الفلسطينية.

من جهته قال الدكتور سيف الدين عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ظاهرة التطبيع المستحدثة أو بمعنى أصح “المستأنفة”، أصبح يروِج لها من أسماهم بـ”المتصهينة العرب” الذين يتحدثون بـ”بجاحة وتناحة” عن علاقاتهم بإسرائيل.

وأضاف أن التطبيع عملية ممنهجة من قِبل الكيان الصهيوني يروج لها مع الأسف المتصهينون العرب ويتحدثون بكل فُجر في خطاباتهم عن العلاقات مع المحتل وكأنه لم يغتصب أرضنا ويفتك بشعبنا “شعب فلسطين”.

وقال عبدالفتاح إن التطبيع أصبح الآن في باب “القابليات” وأصبح هناك تطبيع للنفوس والإدراك، وتطبيع للمفاهيم والكلام والخطاب، وتطبيع للأفعال والممارسات والسياسات، وكلها ضمن عمليات “التسميم السياسي” لزرع وإحلال قيم مصطنعة وطرد القيم الأصيلة، واستحضارها في معركة المعاني والذاكرة والمقاومة لعملية التطبيع.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان