تفاقم محنة الروهينغيا مع ولادة مئات الأطفال الجدد دون وطن أو مأوى

تتفاقم محنة أبناء أقلية الروهينغيا المسلمة يوما بعد يوم، حيث ولد أكثر من 400 طفل جديد من أبناء الطائفة على مدى الأسبوعين الماضيين دون وطن أو مأوى بين حدود بنغلاديش وميانمار.
ونزح أكثر من 400 ألف شخص من الروهينغيا عن ديارهم هربا من أعمال العنف وحرق المنازل ودوي الرصاص المتواصل في إقليم أراكان (راخين) غربي ميانمار.
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في تقرير لها الأحد، إن أبناء الروهينغيا باتوا محاصرين، لم يعد بإمكانهم النزوح إلى بنغلاديش التي قامت بالحد من حركة تدفق اللاجئين نظرًا لاستقبالها مئات الآلاف في الفترة الأخيرة.
وفي الوقت ذاته ليس بوسعهم العودة إلى ديارهم حيث يلقي الجيش في ميانمار باللائمة على “مجموعة متمردين” يقول إنهم من تسببوا في اندلاع حملة العنف الشرسة هذه ضدهم.
وقد وصفت الأمم المتحدة وضع الروهينغيا بـ”الكارثة الإنسانية” وتدافعت منظمات المساعدات الإنسانية لتقديم المساعدات إليهم، في وقت يشكل فيه الأطفال والنساء نحو 80% من تعداد النازحين، وفي الطريق ينتظر ولادة مزيد من الأطفال الآخرين دون وطن أو مأوى، على الأقل حتى حين.
ويقدم مسؤولو الحدود في بنغلاديش المساعدة قدر المستطاع للنساء اللائي على وشك الولادة من أبناء الروهينغيا المشردين، ويقول المسؤولون إن أغلب، إن لم يكن جميع، هؤلاء النساء والأطفال حديثي الولادة يعانون من المرض المضني والضعف الشديد نتيجة الظروف التي تعرضوا إليها.
وقال أحد المسؤولين في مخيم نايابارا للاجئين “نحن نحاول تقديم أفضل المساعدة إليهم قدر الإمكان، ولكن الوضع يتخطى قدراتنا، لقد توفيت أمهات أثناء عملية الولادة، وأخريات شاهدن أطفالهن حديثي الولادة يتوفون بلا حول ولا قوة نتيجة المرض وسوء أحوال المخيم”.
من جانبه، قال أنتوني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” إن النساء والأطفال على كلا الجانبين من الحدود يحتاجون للمساعدة والحماية العاجلة.
وأضاف أنه في الوقت الذي تكثف فيه اليونيسف حملة استجابتها في بنغلاديش، عرقلت ميانمار وصول جميع عمال المساعدات إلى المدنيين في شمال ولاية أراكان (راخين) بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل.
وفي الوقت الذي يزداد فيه الوضع سوءا على حدود ميانمار وبنغلاديش، يوجه المجتمع الدولي سهام نقده لزعيمة ميانمار أونغ سان سوتشي إزاء صمتها أمام حملة التطهير العرقي التي تتصاعد ضد أقلية الروهينغيا المسلمة في ميانمار.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد صرح بأن هناك فرصة أخيرة أمام سوتشي لوقف اعتداءات الجيش في ميانمار ضد مسلمي طائفة الروهينغيا، والتي دفعت مئات الآلاف منهم إلى الفرار خارج البلاد.
وقال غوتيريش، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إن المأساة ستكون مروعة تماما إذا لم تقم زعيمة ميانمار بتغيير الأوضاع هناك”، موضحًا أن سوتشي لديها فرصة أخيرة لوقف اعتداءات الجيش أثناء خطابها الذي ستلقيه للشعب يوم الثلاثاء.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة مجددا أنه يتعين على حكومة ميانمار السماح لأبناء طائفة الروهينغيا بالعودة إلى بلادهم وديارهم، بعد أن فروا هربًا من أعمال العنف الشرسة ضدهم، مشيرا الى ان الاعتداءات التي يتعرضون لها على أيدي قوات الجيش ترقى إلى حد “التطهير العرقي”.