كيف تخطف الأضواء في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟!

نتنياهو يستعين برسم كارتوني في حديثه أمام الأمم المتحدة عن خطر التسليح النووي الإيراني

تعد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الحدث الأكبر سنويًا في مقر المنظمة الدولية بنيويورك.

وعلى مدار أسبوع مزدحم، يتجمع قادة العالم من كل حدب وصوب، وتتاح لكل منهم فرصة مخاطبة العالم.

وخلال هذا الأسبوع يتحول مركز الأمم المتحدة في مانهاتن، الذي عادة ما يكون هادئا،  إلى ما يشبه حلبة سيرك دبلوماسي تستضيف عددًا لا بأس به من المهرجين والعروض الدراماتيكية، إن جاز التعبير، على مدار السنين.

خروتشوف والحذاء 

ولعل ما قام به الزعيم الروسي، نيكيتا خروتشوف، بالضرب بحذائه على الطاولة تعبيرًا عن الاحتجاج واحدًا من أشهر المواقف، وربما من اللحظات الأسطورية التي ارتبطت باجتماعات الجمعية العامة.

وترجع أحداث هذه الواقعة إلى عام 1960 عندما استشاط خروتشوف غضبا من مناقشة استقلال دول تابعة للاتحاد السوفيتي في شرق أوربا، حيث خلع حذاءه وضرب بها على الطاولة.

ويقال إن مطرقة رئيس الجمعية العامة كسرت خلال مطالبته لخروتشوف بالالتزام بالنظام في الجلسة.

لكن ويليام توبمان، كاتب السيرة الذاتية الخاصة بخروتشوف والمحلل السياسي، يقول إن بعض شهود العيان قالوا إنه لوح بحذائه مهددًا.

ويقول أحد العاملين بالأمم المتحدة، إن خروتشوف لم يكن يستطيع خلع حذائه بنفسه نظرا لكبر حجم خصره، ويضيف أن الحذاء خلع عرضًا عندما داست صحفية بالخطأ على كعب قدمه، وأنها ناولته الحذاء حيث قام بالضرب به على الطاولة.

وعندما طلب سيرجي، نجل خروتشوف، من هيئة الإذاعة الكندية شريطًا للواقعة قبل عدة سنوات، لم يصل إلى دليل.

ولذا لايزال الغموض  يكتنف حقيقة ما حدث، لكن تظل هذه الواقعة واحدة من أكثر المواقف المتداولة للدبلوماسية الخلاقة في مناقشات الجمعية العام للأمم المتحدة.

نتنياهو ورسومه الكارتونية

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فقد لجأ إلى رسم أشبه بالكارتوني لقنبلة مستديرة أثناء توجيهه تحذيرًا شديد اللهجة بشأن مخاطر السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية.

وأوضح بيبي، كما يعرف على نطاق واسع في إسرائيل، وجهة نظره بهذا الرسم، الذي أراد من خلاله التأكيد على ضرورة أن يضع المجتمع الدولي خطا أحمر لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، برسم خط أحمر حرفيا أعلى هذا الرسم  للقنبلة، تحت فتيلها مباشرة.

وبينما وجد معلقون فيما أقدم عليه نتنياهو مادة للمزح مع انتشار الرسم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رأت صحيفة جيروزاليم بوست أن هذه الوسيلة جعلت الناس يتحدثون عن كلمة نتنياهو.

وكتب مراسل الصحيفة المخضرم هيرب كينون “دهاء أو لا.. الرسم خدم غرضا واحدا.. وخدمه بنجاح، حيث جذب انتباه الناس”.

القذافي ومزرعة ترمب

أما الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي أطيح به من السلطة عبر ثورة مسلحة عام 2011، فقد اشتهر بالتنقل في جولاته الخارجية بخيمته البدوية.

ولم تكن زيارته الأولى للجمعية العامة والولايات المتحدة عام 2009 استثناء من ذلك، إلا أن القذافي واجه مشكلة إيجاد مكان ينصب فيه خيمته.

وتقدم ساسة نيويورك المحليون باحتجاجات عدة، ولم يسمح للوفد الليبي بنصب الخيمة في متنزه سنترال بارك أو بمدينة إنغلوود بنيو غيرسي.

وللمفارقة، حاول القذافي أن ينصب خيمته في ملكية خاصة بدونالد ترمب في بيدفورد بنيو غيرسي، إلا أن ترمب الذى أصبح الآن رئيس الولايات المتحدة رفض ذلك.

واستأجر القذافي مزرعة سفن سبرنغز التي تمتد على مساحة 113 فدانًا، والتابعة لترمب لنصب خيمته، إلا أن مسؤولين محليين أصدروا أمرا بوقف ذلك، ليطلب ترمب بنفسه من القذافي إزالة خيمته، وفقًا لمحطة “إيه بي سي”.

تشافيز والشيطان

وخلال كلمته أمام الجمعية العامة في عام 2006، وصف الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز الرئيس الأمريكي وقتها جورج دبليو بوش بالشيطان.

وقال تشافيز في كلمته في 20 أيلول/سبتمبر عام 2006 “الشيطان جاء إلى هنا” أمس، في إشارة إلى بوش الذي ألقى كلمته من ذات المكان قبلها بـ24 ساعة، وأضاف تشافيز “رائحة الكبريت لا تزال موجودة هنا اليوم فيما يبدو”.

وأراد تشافيز أن يحذر من أن الولايات المتحدة هي الخطر الأكبر الذي يواجه كوكب الأرض، ويهدد بقاء الأجناس البشرية.

كاسترو وأطول كلمة

وعادة يطلب من القادة أن تكون كلمتهم في حدود 15 دقيقة فقط، ولكن نادرًا ما يتم الالتزام بهذا الإطار الزمني، ما يعني أن أحداث اليوم تنتهي في ساعة متأخرة من الليل.

وكانت كلمة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عادة ما تتراوح بين 40 و50 دقيقة، وفي عام 2009، استغرقت كلمة القذافي 96 دقيقة.

لكن تظل كلمة الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو عام 1960 هي الأطول بلا منازع في تاريخ خطابات القادة والزعماء في هذا المحفل الدولي وقد استغرقت 269 دقيقة.  

المصدر: وكالة الأنباء الألمانية

إعلان