ماكرون يحذر أمريكا من التخلي عن الاتفاق النووي الإيراني

حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الثلاثاء) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الولايات المتحدة من الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
وقال ماكرون في خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن “التزامنا بشأن عدم الانتشار النووي أتاح الوصول إلى اتفاق صلب ومتين يتيح التحقق من أن إيران لن تمتلك السلاح النووي.
مشيرا إلى أن رفضه اليوم من دون اقتراح أي بديل سيكون خطأ جسيما، وعدم احترامه سينطوي على انعدام مسؤولية لأنه اتفاق مفيد.
قائلا للرئيس الأمريكي ترمب “إن أولئك الذين لا يحترمون الاتفاق النووي مع إيران لا يتسمون بالمسؤولية”.
وتابع، “سيكون التخلي عنه خطأ جسيما وعدم احترامه أمرا غير مسؤول لأنه اتفاق جيد ضروري لإحلال السلام في وقت لا يمكن فيه استبعاد حدوث حريق جهنمي”.
مشيرا إلى أنه أوضح ذلك لترمب وللرئيس الإيراني حسن روحاني عندما التقى بهما (الإثنين).
والاتفاق الذي أبرمته الدول العظمى مع إيران في 14 يوليو/تموز 2015 بعد عقد من التفاوض يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران.
وينص الاتفاق على سقوط العديد من الضوابط المفروضة على إيران بعد انقضاء 10 سنوات على توقيعه، وهو ما تعترض عليه الإدارة الأمريكية الحالية وإسرائيل.
وأضاف ماكرون “آمل أن نكمل هذا الاتفاق بعمل يتيح تأطير النشاط البالستي الإيراني من خلال عمل يتيح تأطير الوضع بعد 2025 التي لا يغطيها اتفاق 2015”.
وتابع “فلنكن أكثر تطلبا، ولكن لا يجوز أن ننسف ما أتاحت هذه الاتفاقات تأمينه”.
وكان ترمب الذي سبق ماكرون إلى المنبر الأممي ندد بالاتفاق “المعيب” بين الدول العظمى وإيران، مؤكدا أنه “على الاطلاق أحد اسوأ الاتفاقات التي شاركت فيها الولايات المتحدة”، في مؤشر جديد على عزمه على إلغاء هذا الاتفاق أو إعادة النظر به.
وفي أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وصف الرئيس الأمريكي إيران بـ “الدولة المارقة” و”الديكتاتورية الفاسدة”، مؤكدا أن “الاتفاق مع إيران هو من أسوأ الصفقات واكثرها انحيازا التي دخلت فيها الولايات المتحدة على الاطلاق. وأضاف، بصراحة، هذا الاتفاق معيب للولايات المتحدة ولا اعتقد أنكم رأيتم اسوأ ما فيه بعد”.
ومن المفترض أن يبلغ ترمب في 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل الكونغرس ما إذا كان يشاطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية رأيها في أن طهران تفي بالتزاماتها الواردة في هذا الاتفاق.
ويمثّل هذا الهجوم الجديد من الرئيس الأمريكي على الاتفاق النووي الإيراني مؤشرا إضافيا على عزمه على ما يبدو على إبلاغ الكونغرس بأن طهران لا تفي بالتزاماتها، ما يفتح الطريق أمام الكونغرس لإعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران وبالتالي انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق تاريخي استغرق التوصل اليه 10 سنوات من المفاوضات.
وعن الأزمة السورية قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يريد لعب دور وساطة بين إيران والولايات المتحدة لضمان مشاركة طهران في إيجاد حل سياسي في سوريا.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي “إذا لم نحل المشكلة السورية في ظل وجود إيران على الطاولة فلن تكون لدينا استجابة فعالة لأن إيران اليوم بين القوى التي لها نفوذ على الأرض”.
وتابع قوله “في ظل رفض واشنطن لوجود طهران فأنا أريد أن تتحرك مجموعة الاتصال للأمام ويمكن أن تلعب الأمم المتحدة وفرنسا دور الوسيط مع إيران”.
مشيرا إلى أن عملية آستانة ستقسم سوريا وأنه ثمة حاجة لعملية أوسع لإرساء حل سلمي.
مؤكدا على أن الأسد مجرم وسيتعين أن يواجه العدالة لكن الإطاحة به ليست شرطا مسبقا للمحادثات السياسية.
وأدان ماكرون “التطهير العرقي” بحق أقلية الروهينغيا المسلمة في بورما، مطالبا بـ “وقف العمليات العسكرية وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإعادة إرساء القانون في مواجهة ما يحصل من تطهير عرقي”، مؤكدا أن فرنسا ستقوم بمبادرات في هذا المجال في إطار مجلس الأمن.
وفيما يتعلق باتفاقية باريس لحماية البيئة، أكد الرئيس الفرنسي أنه لا مجال لإعادة التفاوض عليها وتغيير بنودها، وإن أكد احترامه للموقف الأمريكي من هذه الاتفاقية إلى أنه شن هجوما قويا على هذا الموقف، مؤكدا مواصلة فرنسا لجهودها في حماية البيئة وأنها ستخصص خمس مليارات يورو سنويا لهذه القضية.
واختتم الرئيس الفرنسي كلمته بدفاع قوي عن عالم متعدد الأقطاب، مؤكدا استحالة مواجهة كافة التحديات المطروحة في مجال التنمية ومكافحة التطرف والإرهاب والدفاع عن حقوق الإنسان وحماية البيئة في عالم ينعزل فيه كل في ركن بعيدا عن الآخرين.