واشنطن بوست: السعودية “الجديدة” لاتزال زنزانة

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان - أرشيفية

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الأنباء الواردة من السعودية تشير إلى منهج التفكير القديم وليست المجتمع الحديث الذي وعد به ولي العهد الجديد محمد بن سلمان.

وأفادت الصحيفة الأمريكية ذائعة الصيت أنه على الرغم من الخطاب المتغطرس لإعلان رؤية 2030 التي أطلقها بن سلمان، إلا أنه لا يزال يشبه على حد متزايد جيلا سابقا من القادة الذين ينتهجون أساليب استبدادية.

وتابعت الصحيفة أن السعودية لا تزال، ويبدو أنها عازمة على أن تظل، زنزانة لمن يريدون ممارسة حرية التعبير.

وذكرت الصحيفة أن أحدث الأدلة هو حملة قمة واسعة النطاق على علماء الدين المؤثرين والنشطاء والصحفيين والكتاب الذين زج بهم في السجن دون أي تفسير علني يذكر.

وأشارت الصحيفة إلى بيان صادر يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري عن الجهاز الأمني الجديد للحكومة السعودية الذي شكله الملك سلمان بن عبد العزيز في يوليو/تموز الماضي.

وقالت إن البيان أشار بشكل تخويفي إلى أن هذه الاعتقالات جاءت بسبب أن “جهات أجنبية” كانت تحاول الإضرار “بأمن المملكة ومصالحها ومنهجها وقدراتها والسلام الاجتماعي بها، بغية إثارة الفتنة والإضرار بالوحدة الوطنية في البلاد، وأنه جرى تحييدها.”

وأضافت الصحيفة أن هذه اللغة الغامضة في البيان تخفي حقيقة أن كثيرا ممن جرى اعتقالهم كانوا يتحدثون بصراحة نوعا ما عبر شبكة الإنترنت، وأنهم لم يكونوا عملاء سريين يحيكون المؤامرات ضد المملكة.

وذكرت الصحيفة أن العدد الدقيق للمعتقلين مجهول، إلا أنها نقلت عن تقارير قولها إنهم بالعشرات.

وأضافت أن من بين المعتقلين ثلاثة مشايخ من خارج المؤسسة الدينية الرسمية إلا أنهم يحظون بمتابعين كثر عبر الإنترنت وهم سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري.

وقالت الصحيفة إن هؤلاء المشايخ انتقدوا في وقت سابق الحكومة، إلا أنهم في الآونة الأخير التزموا الصمت أو لم يدعموا علنية السياسات السعودية، بما في ذلك الحصار المفروض على قطر.

ولفتت إلى أن حملة القمع الأخيرة ربما تعكس غضب السعودية إزاء أي امتعاض داخلي من حصار المملكة لقطر.

وأشارت إلى أن بعض التقارير تقول إن من جرى اعتقالهم لم يتحدثوا علنية بصورة كافية لدعم سياسات السعودية الرسمية. وتساءلت “هل هناك سبيل أفضل لتحقيق الهدف من الزج بهم في السجن؟”

وقالت إن قادة السعودية ومؤسستها الدينية المحافظة يجولون في قرن مضى، وإلا فكيف يفسرون عقوبة الجلد الشديدة على المدون رائف بدوي الذي اعتقلته السلطات السعودية منذ 2012 في أعقاب مناشدته التي نشرها على الإنترنت يطالب فيها بمجتمع أكثر ليبرالية وعلمانية. وحكم عليه بالسجن لعشر سنوات والجلد ألف جلد، تم تنفيذ 50 منها حتى الآن، وذلك ببساطة لأنه عبر عن رأيه.

وتابعت “وكيف يمكن تفسير الدعوات الأخيرة للسلطات السعودية باستخدام تطبيق على الهاتف المحمول للإبلاغ عن أي شخص يمكن اعتباره مخربا؟”، وأضافت ساخرة أن هذه ربما تكون طريقة ستالين في استخدام تويتر.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه من السهل إصدار مخططات إصلاح خيالية، كما فعل ولي العهد السعودي، إلا أن بناء مجتمع حديث وصحي هو أمر أصعب بكثير. وقالت الصحيفة إن هذا الأمر يتطلب إلى جانب أشياء أخرى، اتخاذ إجراءات لضمان الحقوق الأساسية بما في ذلك حرية التعبير لمن تختلف معه.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان