شاهد: أسرة بغزة تتلقى عزاء ابنها في عيد ميلاده الرابع عشر

بدلًا من احتفالها بعيد ميلاده الرابع عشر، الاثنين، أكملت أُسرة الفتى الفلسطيني الشهيد حسين ماضي، عزاءه وأزالت السرادق الذي أقامته في غزة في ذات اليوم.
واستشهد حسين ماضي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، ليصبح أصغر شهيد بين 30 فلسطينيًا لاقوا حتفهم خلال احتجاجات مسيرات العودة السلمية، والمستمرة على الحدود بين قطاع غزة والاحتلال.
وظل جثمان الفتى (13 عامًا) مجهولًا في مشرحة بغزة لساعات قبل أن يرى قريب له صورته على وسائل التواصل الاجتماعي ويتصل بوالديه.
وبعد ثلاثة أيام على مقتله لم تجف دموع أمه أثناء استقبالها وأفراد أسرته المعزين الذين توافدوا على منزل الأُسرة في مدينة غزة، الاثنين.
وقالت إيمان، والدة الفتى الشهيد، وعيناها مغرورقتان بالدموع “طفل بريء شو ذنبه؟”
وقالت جدته عزيزة ماضي “إحنا ناس مُحتلين، عشان وطننا من أجله بدنا نموت كلنا، مش بس يعني الطفل هدا. لأ، كلنا بنوهب أرواحنا لهدا الشيء”.
وبدأت احتجاجات مسيرة العودة الكبرى يوم 30 مارس/آذار على طول السياج الفاصل بين غزة والاحتلال الإسرائيلي ومن المقرر أن تستمر ستة أسابيع حتى 15 مايو/أيار، الذي يوافق ذكرى النكبة الفلسطينية وإعلان ما بات يعرف باسم دولة إسرائيل.
وهذا هو اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى السبعين لـ”النكبة” حين فر مئات الألوف من الفلسطينيين من منازلهم أو أجبروا على مغادرتها في ظل عنف كان في أوجه خلال حرب في مايو/أيار من عام 1948 بين دولة إسرائيل حديثة العهد حينئذ وجيرانها العرب.
وحسين ليس الفتى الوحيد الذي استشهد في اشتباكات يوم الجمعة، ففي منزل عائلة الزاملي برفح نعت أُسرة يحيى الزاملي ابنه علاء الدين (15 عامًا) الذي استشهد أيضًا برصاص قوات الاحتلال.
وقال يحيى الزاملي، والد الفتى الشهيد علاء الدين يحيى الزاملي “يوم ما رحت وشفته يعني بيواجه وبيتقدم في الصفوف الأولى شعرت إنه فعلًا يعني بيقول الكلام هدا بصدق”.
وقالت صفية الزاملي والدة علاء “راح أول جمعة، وراح الجمعة التانية، طفل صغير بيحلم بالعودة كأي إنسان بيحلم بالعودة، بالحرية، بوطننا. إيش ذنبه؟. ابني اللي جه بلغنا، أخوه الصغير عبد الرحمن قال يا ماما أخويا علاء استشهد. ما صدقته. قلت له روح تأكد”.
والمسيرة في اتجاه واحد ويحاول خلالها اللاجئون، بمن فيهم أُسرة الفتى الشهيد حسين ماضي، دعم حق العودة للاجئين وأبنائهم لبيوت آبائهم وأجدادهم فيما بات إسرائيل قبل سبعين عامًا.
ويرفض الاحتلال الإسرائيلي منذ أمد بعيد الاعتراف بحق اللاجئين في العودة خشية تدفقهم بأعداد تتجاوز الغالبية العددية لليهود.
وقالت حكومة الاحتلال إنها ستدافع “عن حدودها” مع غزة ووضعت قناصين على طول السياج خلال الاحتجاجات الراهنة، محذرة المحتجين من الاقتراب منه، واتهمت حركة حماس بالتحريض على الاحتجاج، واستخدام المحتجين كغطاء لشن هجمات.
وتدهور وضع اقتصاد قطاع غزة المحاصر، منذ الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس في 2014. وارتفعت البطالة إلى نحو 43% ويعتمد قرابة ثلثي سكان غزة، وعددهم نحو مليوني نسمة، على المعونات في معيشتهم.