أمريكا تحمل النظام السوري مسؤولية تأخير وصول المفتشين لدوما

حملت الولايات المتحدة النظام السوري المسؤولية عن تأخير وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى موقع هجوم في دوما، وذلك بعد إطلاق نار على فريق أمني تابع للأمم المتحدة.
وتعرض الفريق الأمني الدولي لإطلاق نار بسوريا خلال قيامه بمهمة استطلاعية في إطار الإعداد لزيارة المفتشين لموقع يعتقد تعرضه لهجوم بأسلحة كيماوية.
وقال مسؤولون إنه لم يعد واضحا متى سيتمكن المفتشون من دخول المنطقة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن الحكومة السورية مسؤولة عن تأخر وصول المفتشين لموقع الهجوم المشتبه به في دوما.
ويزور فريق من مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا للتحقيق في هجوم في السابع من أبريل نيسان تقول دول غربية وعمال إنقاذ إن القوات الحكومية قتلت خلاله عشرات المدنيين بالغاز وهو ما تنفيه دمشق.
وقال أحمد أوزومجو المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن إدارة السلام والأمن بالأمم المتحدة قررت القيام بعملية استطلاعية في موقعين بمدينة دوما قبل دخول المفتشين.
وأضاف في اجتماع بمقر المنظمة “بمجرد الوصول إلى الموقع الأول تجمع حشد كبير ونصحتنا إدارة السلام والأمن بالانسحاب. وفي الموقع الثاني تعرض الفريق لإطلاق نار من أسلحة خفيفة ووقع انفجار وعاد فريق الاستطلاع إلى دمشق”.
وأطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا صواريخ على ثلاثة أهداف في سوريا فجر السبت ردا على هجوم على مدينة دوما تقول إن النظام استخدم قيه سلاحا كيماويا ، وذلك في أول تحرك غربي منسق ضد الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.
وتقول تلك الدول إن السلطات التي تسيطر حاليا على المنطقة عطلت وصول المفتشين وإنه من الممكن أن يكون قد تم محو أدلة الهجوم الكيماوي.
وتنفي روسيا وسوريا استخدام الغاز السام أو إعاقة التحقيق أو العبث بالأدلة.
وقال بيتر ويلسون مندوب بريطانيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنه من غير الواضح متى ستتمكن بعثة تقصي الحقائق من دخول دوما بسلام.
وأعلنت جماعة جيش الإسلام المتمركزة في دوما عن استسلامها بعد ساعات من الهجوم وغادرت آخر مجموعة من مسلحي الجماعة بعد ذلك بأسبوع عقب ساعات من الضربات الغربية.
وهدد التدخل الذي تقوده الولايات المتحدة بتصعيد المواجهة بين الغرب وروسيا التي تقدم الدعم للأسد، ولكن لم يكن له تأثير على القتال الدائر على الأرض، حيث استمرت القوات الموالية للحكومة في حملة لسحق مسلحي المعارضة.
ويرى البعض أن الأسد حاليا في أقوى موقف منذ الأشهر الأولى من الحرب الأهلية التي أودت بحياة ما يزيد على 500 ألف شخص ودفعت أكثر من نصف السوريين للهجرة من بلدهم.
سيسعى فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للحصول على أدلة من عينات التربة ومن مقابلات مع شهود عيان وعينات دم وبول وأنسجة من الضحايا وقطع أسلحة. لكن وبعد مرور أكثر من أسبوع على الهجوم قد يكون من الصعب الوصول إلى أدلة ملموسة.
وقال مسؤول مقرب من الحكومة السورية إن الفريق الأمني قابل محتجين يتظاهرون ضد الضربات التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال المسؤول “كانت رسالة من الشعب” مشيرا إلى أن البعثة “ستكمل عملها”.
وكانت دوما آخر مدينة تحت سيطرة المعارضة المسلحة في جيب الغوطة الشرقية الذي ظل حتى وقت قريب آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق. واستعادت الحكومة الغوطة في حملة استمرت شهرين.
كان مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة قال أمس الثلاثاء إن بعثة تقصي الحقائق ستبدأ عملها في دوما اليوم إذا رأي الفريق الأمني التابع للأمم المتحدة أن الوضع آمن.
وقال رائد الصالح مدير منظمة (الخوذ البيضاء) السورية للإغاثة اليوم الأربعاء إن المنظمة حددت للمفتشين الدوليين أماكن دفن ضحايا الهجوم الذي يعتقد أنه تم بأسلحة كيماوية يوم السابع من أبريل نيسان.
وقال عاملون بمستشفى دوما بقوا في المدينة بعد سيطرة الجيش عليها إن المصابين ليلة وقوع الهجوم لم يتعرضوا لأسلحة كيماوية.
لكن منظمات طبية خيرية تعمل في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا نفت صحة هذه التصريحات واعتبرتها أكاذيب أدلوا بها مكرهين.