هآرتس: إيران تجاوزت إسرائيل في البحث العلمي منذ 2008

تهكمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الإثنين) بإلقاء ما وصفته بـ”خطاب درامي للعالم” لمنع إيران من تجاوز إسرائيل في سباق التسلح النووي.
وقالت الصحيفة (الأربعاء) إن طهران تجاوزت تل أبيب في البحث العلمي وبفارق كبير منذ العام 2008.
وذكرت الصحيفة أن إيران بذلت جهودا ضخمة خلال العقدين الماضيين لتصبح ” قوة عظمى” في البحث العلمي تحتل حاليا المرتبة الأولي في الشرق الأوسط تليها تركيا والسعودية ثم أخيرا إسرائيل.
وأضافت هاأرتس، ذات الميول اليسارية، إن إسرائيل كانت لها ريادة واضحة منذ 20 عاما فقط في منطقة الشرق الأوسط في حجم وعدد البحوث العلمية في المجالات المختلفة، كما كانت واحدة من الدول الرائدة في البحث العلمي على مستوى العالم ككل.
غير أن إيران- وفقا للصحيفة- صارت حاليا الدولة الرائدة في الشرق الأوسط في عدد المقالات البحثية في العديد من العلوم من بينها الفيزياء والبيولوجي والكيمياء وإدارة الأعمال، بينما لا تزال تل أبيب تحتفظ بمركزها المتقدم في مجال العلوم الإنسانية والثقافة والفنون، واحتلت المركز الثالث في البحوث الاقتصادية بعد إيران والسعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إنتاجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال البحث العلمي والتنمية ارتفعت بدرجة هائلة إذ تضاعف إنتاج إيران في هذا المجال في العام 2016 بما نسبته 5610 بالمئة مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه في العام 1996.
وحرصت الصحيفة الإسرائيلية على التأكيد على أن تل أبيب لا تزال في الصدارة فيما يتعلق بجودة الأبحاث العلمية، كما يتم تصنيف العلماء والباحثين الإسرائيليين في مرتبة متقدمة من حيث نشر البحوث العلمية وعدد المرات التي يتم فيها الإشارة اليهم أو ذكر أبحاثهم في الدوريات العلمية المتخصصة.
لكنها أكدت في الوقت نفسه أن هذا الأمر لا يعني أن بلدانا أخري في المنطقة لن تلحق بإسرائيل وتسبقها في هذه المؤشرات خلال المستقبل القريب.
ونشرت الصحيفة رسما توضيحيا للمقارنة بمدي التقدم الذي أحرزته الدول الأربع في مجال البحث العلمي، وقالت إن البيانات التي اعتمد عليها الرسمي التوضيحي لم تأخذ في الاعتبار عدد السكان مقارنة بحجم الإنتاج في البحث العلمي. ويبلغ عدد سكان إيران 80 مليونا بينما يبلغ عدد سكان إسرائيل 9 ملايين نسمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء والباحثين الإيرانيين نشروا 960 بحثا علميا فقط في العام 1996 مقابل نحو 10 آلاف بحث لنظرائهم الإسرائيليين، غير أن الإنتاج البحثي الإيراني قفز مؤخرا لنحو 41 ألف بحث علمي سنويا.
وأوضحت أن تركيا تجاوزت إسرائيل في حجم إنتاجها من البحوث العلمية في العام 2003، ثم سبقت إيران إسرائيل في العام 2008 وأخيرا تجاوزت السعودية إسرائيل في عدد البحوث العلمية في العام 2015، وهو ما قالت إنه يعكس الإنفاق الحكومي الضخم في إيران وتركيا والسعودية على البحث العلمي باعتباره سياسة للدولة هدفها ليس فقط تطوير البحوث وإنما أيضا إيجاد قوى عاملة أكثر تعليما ومهارة.
واستشهدت الصحيفة الإسرائيلية بكل من قطر والسعودية وقالت إنهما ينفقان عشرات المليارات من الدولارات على بناء الجامعات لجذب كبار العلماء والأكاديميين، فيما تجد إيران صعوبة في جذب وإغراء العلماء والباحثين الأجانب نتيجة للعقوبات الغربية المفروضة عليها.