شاهد: أطفال اللاجئين الفلسطينيين يكافحون من أجل التعليم

رفعت سارة يدها خلال حصة اللغة الإنجليزية، إنها تعرف الإجابة الصحيحة لسؤال طرحه المعلم.
قطعت الطفلة الفلسطينية البالغة من العمر عشر سنوات شوطا طويلا منذ ان وصلت الى لبنان بعد أن فرت وعائلتها من الحرب الأهلية الدائرة في سوريا قبل خمس سنوات، لتصبح نجمة في مدرسة جفنا الابتدائية التي تديرها الأونروا، والتي توفر أيضًا استشارات صحية.
وتنحدر عائلة سارة من بعض مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من ديارهم في حرب عام 1948 التي انتهت بإعلان قيام ما بات يعرف بدولة إسرائيل.
ويبلغ عدد اللاجئين وأبنائهم وأحفادهم الآن أكثر من خمسة ملايين نسمة، يقيم معظمهم في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا.
وعائلة سارة، التي طلبت عدم نشر اسمها الأخير بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، أصبحت لاجئة للمرة الثانية بعدما فرت من منزلها في دمشق بعد أن أصابها صاروخ في عام 2013.
وبالرغم من كل ما مرت به وعانته، إلا أن سارة تحرز تفوقًا في المدرسة. لكن أحلامها وأحلام زملائها في المدرسة قد تكون عرضة للخطر الآن.
وهذه الخدمات التي يعتمد عليها أيضا آلاف الأطفال، تواجه مستقبلًا غامضًا، فقد هددت الولايات المتحدة بقطع التمويل في وقت تكافح فيه الأونروا للتعامل مع الأزمات في كافة أرجاء المنطقة.
وأدى وقف التمويل إلى الإضرار بنحو 36 ألف طالب بلبنان، من بينهم حوالي 5500 من النازحين السوريين.
عائلة سارة وجدت أمانًا نسبيًا في لبنان، لكنها لم تجد شيئًا يذكر غير ذلك؛ فهم يعتمدون على مساعدة الأمم المتحدة.
وتقول سماح خليل، التي تقدم المشورة للطلاب في المدرسة، إن العديد من الأطفال يعانون من الصدمة التي تجعل من الصعب عليهم الدراسة أو التفاعل مع الآخرين -لكن سارة تمكنت من التعافي بسرعة.
وهناك حوالي 36 ألف طالب، من بينهم حوالي 5500 من النازحين من سوريا يدرسون في 66 مدرسة تابعة للأونروا في لبنان.
ومن الصعب على الفلسطينيين الالتحاق بالمدارس العامة المكتظة بالفعل باللاجئين السوريين.
وفي الوقت نفسه، فإن العداء المتزايد في لبنان يجعل من الصعب على اللاجئين السوريين تحسين أوضاعهم.
ويقول صانعو السياسة في لبنان باستمرار إن وجود 1.5 مليون لاجئ سوري يشكل عبئًا على الاقتصاد المتعثر بالفعل، ويتمنى الكثير منهم رؤيتهم يعودون إلى سوريا.
ويأمل والدا سارة أن تحصل ابنتهما على منحة للدراسة خارج لبنان، ما يسمح لعائلة من خمسة أفراد بالانتقال إلى مكان أكثر أمانًا.
وأعلنت ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في يناير/كانون ثاني تخفيض مساعداتها للأونروا، بحجبها مبلغ 65 مليون دولار من مبلغ التمويل المخطط له وقدره 125 مليون دولار.
وأطلقت الولايات المتحدة مبلغ 60 مليون دولار إلى الوكالة كي لا توقف خدماتها، لكنها أوضحت أن الدعم الإضافي الأمريكي سيتوقف على الإصلاحات الرئيسية في الوكالة.
وردت دول أخرى بالتبرع بمبلغ 100 مليون دولار لكن الأونروا لا تزال تواجه عجزًا قدره 350 مليون دولار.
وتوفر الوكالة الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية لملايين اللاجئين، بمن فيهم أولئك الذين شردوا مرة ثانية بسبب الحرب في سوريا وغيرها من الاضطرابات الإقليمية.