شاهد: اللبنانيون يبدؤون انتخاب أول برلمان منذ 9 سنوات

بدأت صباح الأحد عملية الاقتراع في لبنان تمهيدًا لانتخاب برلمان جديد هو الأول منذ نحو عقد، في عملية لا يتوقع أن تغير من طبيعة التوازنات بين القوى التقليدية في البلاد.

وفي بلد يخضع باستمرار لأهواء التجاذبات الإقليمية، يتوقع محللون أن يكون حزب الله “المستفيد الأكبر” من نتائج الانتخابات التي تجري وفق قانون جديد يقوم على النظام النسبي.

ودفع هذا الأمر غالبية القوى السياسية إلى نسج تحالفات خاصة بكل دائرة انتخابية بهدف تحقيق مكاسب أكبر. وفي معظم الأحيان لا تجمع بين أعضاء اللائحة الواحدة برامج مشتركة أو رؤية سياسية واحدة، إنما مصالح آنية انتخابية.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحًا أمام الناخبين البالغ عددهم وفق لوائح الشطب أكثر من 3.7 ملايين شخص، ليبدأ بعدها ظهور النتائج تباعًا.

وانتشر مندوبو الأحزاب والمرشحين منذ الصباح الباكر أمام مراكز الاقتراع البالغ عددها 1880 موزعين على 15 دائرة انتخابية.

وشهد بعضها اقبالًا كثيفًا من الناخبين. وأحاطت بها إجراءات أمنية مشددة مع وضع الأجهزة الأمنية والعسكرية ما بين 20 و30 ألف عنصر في حالة جهوزية، وفق وزارة الداخلية اللبنانية.

وقالت تيريز (60 عامًا) قبل دخولها إلى مركز اقتراع في بيروت “هذه أول مرة أنتخب فيها. وجئت لأشجع دمًا جديدًا لأن أحدًا لا يعجبني في هذا البلد”.

ويتنافس 597 مرشحًا بينهم 86 امرأة، منضوين في 77 لائحة، للوصول إلى البرلمان الموزع مناصفة بين المسلمين والمسيحيين في البلد ذي التركيبة الطائفية الهشة والموارد المحدودة.

وتجري الانتخابات للمرة الأولى منذ العام 2009، بعدما مدد البرلمان الحالي ولايته ثلاث مرات متتالية بحجة الانقسامات السياسية في البلاد والخشية من مخاطر أمنية على خلفية النزاع في سوريا المجاورة.

وإذا كانت الصور والشعارات الانتخابية تملأ الشوارع، فلا يعرف بالتحديد إن كانت نسبة الاقتراع ستكون مرتفعة أكثر من سابقاتها. وسجلت نسبة الاقتراع في آخر انتخابات نحو 54%.

وفي منطقة صور جنوبي لبنان، قال جلال نعنوع (26 عامًا) “جئت لانتخب من أجل التغيير ولنأتي بنواب جدد إلى البرلمان لأنه إذا لم تغير الناس سيبقى وضعنا كما هو وربما أسوأ”.

وتعبر شرائح واسعة من اللبنانيين عن خيبة أمل من تكرر الوجوه ذاتها وخوض القوى التقليدية نفسها المعركة، علمًا بأنها لم تنجح على مدى عقود في تقديم حلول للانقسامات السياسية والمشاكل الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها لبنان.

لكن قانون الانتخاب الجديد أعطى فرصة للناشطين في المجتمع المدني أو الاحزاب الصغيرة للترشح، ما أثار حماسة عدد كبير من الناخبين، وإن كان خبراء ومحللون يتوقعون ألا يتخطى عدد المقاعد التي سيحصدها هؤلاء أصابع اليد الواحدة.

تحالفات “منفعية

وتظهر اللوائح التي تخوض الانتخابات زوال التحالفات التقليدية التي طبعت الساحة السياسية منذ العام 2005، لجهة الانقسام بين فريقي 8 آذار الذي يعد حزب الله أبرز أركانه، و14 آذار بقيادة رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة الحالية سعد الحريري.

وتجري الانتخابات في ظل توافق سياسي بدأت مفاعيله في أكتوبر/تشرين الأول 2016 مع الإتيان بميشال عون، حليف حزب الله، رئيسًا للجمهورية بعد حوالي سنتين من الفراغ في سدة الرئاسة، ثم بالحريري رئيسًا للحكومة. وكان الرجلان على طرفي نقيض منذ أكثر من 10 سنوات.

المستفيد الأكبر

وهكذا يتحالف التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس اللبناني ميشال عون، على سبيل المثال، مع حزب الله وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، في منطقة بعبدا قرب بيروت (الأطراف الثلاثة من فريق 8 آذار)، فيما يخوض الانتخابات ضدهما متحالفاً مع تيار المستقبل في إحدى دوائر الجنوب.

ويتنافس التيار وحزب الله في كل من جبيل (شمال بيروت) وبعلبك (شرق) التي تعد إحدى مناطق نفوذ الحزب.

لكن بغض النظر عن نتائج الانتخابات لناحية توزيع المقاعد على الكتل والأحزاب السياسية وطبيعة التحالفات السياسية في البرلمان لاحقًا، يقول محللون إن حزب الله سيكون “المستفيد” الأكبر.

وخلال مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) قبل أيام، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم “أستطيع القول بان كتلتنا نحن وحركة أمل والحلفاء ستكون وازنة ووضعنا سيكون أفضل في البرلمان القادم”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع فرنسية

إعلان