شاهد: عمليات بحث عن رفات قتلى جنود أمريكيين في حرب فيتنام

قصدت تيكوريا غونسون الأدغال الفيتنامية بعد سبع عشرة سنة على فقدان والدها، بحثا عن رفات عظام أو أسنان عائدة لجنود أمريكيين قضوا خلال الحرب من دون العثور على جثثهم.
وتشعر هذه الشابة بثقل المهمّة، لأن والدها لم يعد من رحلته الأخيرة إلى الأراضي الفيتنامية في 2001. فهو قضى في حادث مروحية لدى محاولته تحديد موقع رفات الجنود المفقودين البالغ عددهم 1600.
وقالت تيكوريا البالغة من العمر 26 عاما وهي عنصر في سلاح الجو الأمريكي في اليابان “مهمته لم تنته لذا كنت أريد إكمالها من أجله”.
وتعمل تيكوريا في وكالة “دي بي إيه إيه” العسكرية التي أنشئت نزولا عند ضغوط زوجات أسرى الحرب الأمريكيين اللواتي يطالبن بعودة أزواجهن، وتعمل الوكالة أيضا على إعادة رفات القتلى.
ومنذ 1973، أعيد أكثر من ألف جثمان لجنود أمريكيين إلى الولايات المتحدة بما يشمل أشخاصا سقطوا في لاوس وكمبوديا والصين، بحسب أرقام “دي بي ايه ايه”.
غير أن جثمان الطيار الذي تبحث عنه تيكوريا غونسون وفريقها لا يزال مفقودا.
لكن هؤلاء عثروا مع ذلك على جثامين ثلاثة جنود آخرين أعيدت إلى ولاية ديلاوير الأمريكية بعد مراسم في دانانغ في وسط فيتنام.
وتنشط وكالة “دي بي ايه ايه” في العالم أجمع لاستعادة جثامين جنود أمريكيين (72 ألفا قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية و7700 خلال الحرب الكورية و126 خلال فترة الحرب الباردة).
وتعمل الوكالة على نطاق جغرافي واسع إذ إنها أعادت رفات جنود من بابوا غينيا الجديدة والصين وبيرل هاربور والاتحاد السوفيتي السابق.
وقال مدير “دي بي ايه ايه” كيلي ماكيغ: “الوقت عدونا الأكبر. لأن الشهود يتقدمون في السن ويموتون، من المهم لنا الإسراع في وتيرة عملنا ومداه”.
وثمة جثث كثيرة في قلب الأدغال وأحيانا على أراض تشهد ورش انشاء جديدة في بلد يشهد طفرة اقتصادية قوية.
كما أن حموضة التربة التي تنخر العظام تلحق الأذى بالرفات.
ويرى ماكيغ أنه من المستحيل تقدير الوقت اللازم لاستعادة كل جثامين الجنود الأمريكيين المفقودين في فيتنام لأن ما تبقى منها هي “حالات معقدة”، وهناك حالات تعدّ مستحيلة.
إلا أن هذا الأمر على صعوبته يبدو بسيطا مقارنة بمهمة العثور على جثامين حوالي 300 ألف فيتنامي مفقود منذ الحرب بسبب نقص التمويل وعدم توفر فحوص الحمض النووي.
وقال لو ثانه تونغ مدير المكتب الفيتنامي للبحث عن المفقودين المتعاون مع وكالة “دي بي إيه إيه” للمساعدة على استرجاع رفات الجنود الأمريكيين: “نحتاج لدعم المجتمع الدولي بما في ذلك من الأمريكيين”.
وفي ظل اليأس والشعور بأنها متروكة لمصيرها، تستعين عائلات فيتنامية بعرافين لإرشادها إلى أماكن وجود جثامين أقربائها. وينتهي الأمر بالبعض بحفر قبور يتركونها فارغة لحجز مكان لدفن أمواتهم.
وفي مكاتب “دي بي إيه إيه” في هانوي، تبدو تيكوريا غونسون مقتنعة بأن ما تقوم به أمر لازم ليتمكن ذوو القتلى من الحداد على موتاهم.
وتقول “معرفة أن باستطاعتنا مساعدة الآخرين هو ما يجعل هذه المهمة رائعة”.