فرنسا وبريطانيا وألمانيا تؤكد التزامها بالاتفاق النووي مع إيران

أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا (الثلاثاء) أنها ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي مع إيران، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسميًا الانسحاب منه.
جاء ذلك في بيان مشترك للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي والمستشارة الألمانية آنغيلا ميركل.
وذكر البيان أن القادة الثلاثة أعربوا عن أسفهم لقرار ترمب، وأشاروا إلى أن الاتفاق “ما زال مهمًا لأمننا المشترك”.
وأضاف البيان: “نُذّكّر بأن الاتفاق تم التصديق عليه بالإجماع بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231. ويظل هذا القرار الإطار القانوني الدولي الملزم بشأن النزاع حول برنامج إيران النووي”.
وتابع: “نحث كل الأطراف على أن تظل ملتزمة بتنفيذه بشكل كامل وأن تعمل من منطلق روح المسؤولية”.
وزاد: “نحن نحث الولايات المتحدة على ضمان عدم المساس بالجوانب الأساسية للاتفاق، وتجنب اتخاذ أي إجراء يعيق تنفيذه الكامل من جانب جميع الأطراف الأخرى الموقعة عليه”.
وقال: “نشجع إيران على ضبط النفس في الاستجابة لقرار الولايات المتحدة. ويجب أن تواصل إيران الوفاء بالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق”.
وأعلن الرئيس الأمريكي (الثلاثاء) انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، ووقع مذكرة رئاسية لبدء فرض عقوبات على النظام الإيراني، وستكون العقوبات الاقتصادية في أعلى درجاتها.
وقال ترمب إن النظام الإيراني موّل “منظومة إرهاب أهدر فيها ثروات شعبه”، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي سمح لطهران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم، وبالوصول لحافة امتلاك سلاح نووي.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أن بلاده ملتزمة بقوة بالاتفاق النووي مع إيران، على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، انسحاب واشنطن من الاتفاق.
وأعرب جونسون، في تغريدة نشرها عبر حسابه في موقع “تويتر” (الثلاثاء) عن أسفه الشديد حيال انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران.
وقال جونسون إن بريطانيا تواصل التزامها القوي بـ “خطة العمل الشاملة المشتركة” (JCPOA) المتعلقة ببرنامج إيران النووي.
وأشار الوزير البريطاني إلى أن بلاده ستعمل على حماية الاتفاق مع ألمانيا وفرنسا وشركائها الآخرين، وأنها تنتظر صدور تفاصيل أكثر بشأن الخطة الأمريكية.
وفي 2015، وقعت إيران، مع الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وبريطانيا) وألمانيا، اتفاقًا حول برنامجها النووي.
وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن نظام حظر الانتشار النووي بات في خطر.
وأضاف ماكرون في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “تأسف فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة لقرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي”.
وعبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان (الثلاثاء) إنها تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الانسحاب من اتفاق إيران النووي.
وأضافت “لا توجد- ولا يمكن أن توجد- مبررات لإلغاء الاتفاق. الاتفاق أظهر فاعليته الكاملة”.
وتابعت الخارجية الروسية: “الولايات المتحدة تقوض الثقة الدولية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وذكرت الوزارة أن موسكو مستعدة لمواصلة التعاون مع الأطراف الأخرى بالاتفاق النووي كما أنها ستواصل تطوير علاقاتها مع إيران.
كما أكد وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس أن بلاده ستحاول الحفاظ على الاتفاق مع إيران.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن (الثلاثاء) إن “قرار انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية الأحادي من الاتفاق النووي مع إيران، سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار وخلق صراعات جديدة”.
وأشار قالن إلى أن الاتفاق متعدد الأطراف، سيتواصل مع بقية الدول، وأكد أن موقف بلاده حازم يتمثل بمعارضة كافة أنواع الأسلحة النووية.
ودعا رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني إلى الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المبرم عام 2015 وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران.
وقال جنتيلوني على تويتر “(الاتفاق) يسهم في تحقيق الأمن في المنطقة ويوقف الانتشار النووي” مضيفا أن إيطاليا ستقف بجانب حلفائها الأوربيين في الحفاظ على التزاماتها.