الرياض وأبوظبي مبتهجتان بانسحاب ترمب وأسعار النفط ترتفع

رحبت السعودية وحلفاؤها الخليجيون العرب بقرار دونالد ترمب الانسحاب من اتفاق نووي مع إيران بعدما حذروا لسنوات من أن الاتفاق وفر لخصمهم اللدود الغطاء لتوسيع نفوذه الإقليمي.
ويعكس تأييد السعودية والإمارات السريع لإعلان ترمب إحساسا بصحة موقفهما. وتضغط الدولتان على واشنطن كي تأخذ على محمل الجد برنامج إيران للصواريخ الباليستية ودعمها لجماعات مسلحة، وهي تهديدات أمنية تعتبرانها وجودية.
وعبر المواطنون السعوديون عن فرحة غامرة إزاء الإعلان، فنشروا على تويتر صورا لترمب وولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع تعليقات مثل “انتصرنا” و”اللعبة انتهت” و “أفعال لا أقوال”.
والسعودية على خلاف مع إيران منذ عقود، وتخوض كل منهما حربا طويلة بالوكالة في الشرق الأوسط وما وراءه، بما في ذلك صراعات مسلحة وأزمات سياسية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وخفف الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والمعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” العقوبات مقابل أن تحد طهران من برنامجها النووي لمنعها من حيازة القدرة على صنع قنبلة ذرية.
وفي تكرار لموقف الرياض وأبوظبي، دأب ترمب على انتقاد الاتفاق لأنه “لا يتصدى لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أو لأنشطتها النووية بعد 2025 أو لدورها في الحروب الإقليمية”.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن إيران “استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة”.
وأيدت تحرك ترمب لفرض العقوبات مجددا على إيران، ودعت المجتمع الدولي إلى العمل على “ضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية بما في ذلك تدخلاتها في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب”.
أما وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش فكتب على تويتر “إيران فسرت خطة العمل الشاملة المشتركة على أنها موافقة على هيمنتها الإقليمية.. إيران المعتدية تشجعت نتيجة لذلك وبرنامجها للصواريخ الباليستية أصبح هجوميا ويمكن تصديره”.
كما رحبت البحرين أيضا بقرار ترامب، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “إذ تشدد مملكة البحرين على تضامنها مع القرار الذي اتخذه فخامة الرئيس دونالد ترمب، ووقوفها إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية في جهودها الهادفة للقضاء على الإرهاب، على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإنها تدعو كافة الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق للنظر بمسؤولية للأمن والسلم في المنطقة واتخاذ خطوات مشابهة لما اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية”.
وكان الحلفاء الخليجيون العرب أيدوا اتفاق 2015، لكنهم عبروا عن هواجسهم بشأن فصل برنامج إيران النووي عن أفعالها في أنحاء الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى ارتفعت أسعار النفط أكثر من 2% لتصل إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أعوام ونصف العام اليوم الأربعاء بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، انسحابه من اتفاق نووي دولي مع إيران، وهي خطوة من المرجح أن تحد من صادرات الدولة العضو في منظمة أوبك من الخام في سوق يعاني بالفعل شح المعروض.
وارتفع خام القياس العالمي إلى 75.76 دولار للبرميل إلى أعلى مستوى خلال جلسة اليوم مسجلا أفضل أداء له منذ نوفمبر /تشرين الثاني 2014. وكان بلغ 76.66 دولار للبرميل في الساعة 0137 بتوقيت غرينتش، مرتفعا 1.81 دولار أو ما يعادل 2.4 % عن آخر إغلاق له.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.51 دولار، أو ما يعادل 2.2 %، إلى 70.61 دولار للبرميل ليقترب أيضا من أعلى مستوياته منذ أواخر 2014.
وقال وليام أولافلين المحلل الاستثماري في ريفكين سيكيوريتيز الأسترالية “الحدث الأكبر الليلة هو إلغاء الرئيس ترمب الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015. وبالتالي (من المرجح) أن تُفرض العقوبات مرة أخرى على إيران وهو ما سيؤثر قطعا على صادراتها النفطية”