القرضاوي يوجه رسالة إلى ابنته بعد مرور عام على سجنها في مصر

وجه الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رسالة على ابنته علا في ذكرى مرور عام على سجنها في مصر.
وقال القرضاوي إنه يتم التنكيل بابنته من قبل السلطات المصرية لأنها ابنة القرضاوي وتحمل الجنسية القطرية، متسائلا لماذا الانتقام من قطر والقرضاوي في شخصها الضعيف.
عام كامل من الحبس الانفرادي في واحد من أسوأ سجون العالم، تعرضت خلاله ابنتي علا القرضاوي لمعاملة بالغة السوء، في محبسها المأساوي، وحُرمت فيه من أبسط حقوقها، بلا توقف عن إهانتها وإيذائها، في نوع من القتل البطيء المتعمد لها!
عام مضى ونحن ننتظر ضميرا ساكنا أن يتحرك.. نائما أن يصحو.. حبيسا أن يتحرر.. ميتا أن يحيى!
عام مضى، وهي بعيدة عن بيتها، وعن أبنائها، وعن أحفادها، وعن أبيها، وعن إخوانها وأخواتها، في زنزانة انفرادية ضيقة، لا تتوافر لها أدنى الحقوق، ويضيق عليها عمدا في كل أمورها، لماذا؟ لأنها ابنة القرضاوي، وتحمل الجنسية القطرية؟! فلا بد من الانتقام من القرضاوي وقطر في شخصها الضعيف!!
ومجدداً، توضع في القفص الزجاجي العازل للصوت، ويمدد القاضي اعتقالها 45 يوماً إضافية، دون إتاحة الفرصة لمحاميها ليعترض؛ على الرغم مما أصدرته منظمة العفو الدولية، وفريق العمل التابع لمجلس حقوق الإنسان في قضية علا وزوجها حسام، مقرراً أن احتجازهما غير قانوني، داعياً إلى الإفراج عنهما فوراً.
وإني لأعجب كيف تحول دول الاستبداد مؤسسات المجتمع وقوانينه ونظمه إلى أداة من أدوات ظلمها وبطشها وزيفها، وبدلا من أن تكون مظلة يحتمي بها المظلوم، تتحول إلى سوط في يد الظالم، يجلد به ضحيته، متذرعا بأنه لا يغتال الخصوم، ولا يعتقل الأحرار الأبرياء!!
وإنك يا ابنتي لا يغيب صورتك عن مخيلتي، ولا ذكرك عن بالي، وأسأل الله في دعواتي وصلواتي وخلواتي: أن ينجيك من القوم الظالمين، وإن كنت ككل أب، تتحرك مشاعره، ويعتصره الألم، فيحترق قلبه، وتفيض عيناه؛ كلما ذكر هول ما تعانيه ابنته ظلما وعدوانا، بلا جريمة أو جريرة، وبلا ذنب أو مخالفة. وهكذا يُقاد المرء البريء في مصر إلى غياهب السجون، وهكذا يُزج به إلى ظلماتها!
فمن ننادي في هذه الحياة لينتصف للمظلوم، ويأخذ على يد ظالمه؟! بل من نناشد في هذا الكون لا ليقتص للضعيف المغلوب على أمره، وإنما لتتوقف عنه يد البطش والتنكيل، أو تهدأ؟!
لو كانت المناشدة يا ابنتي تجدي عند هؤلاء لناشدتهم، ولكنهم قساة القلوب، غلاظ الأكباد، نزع الله الرحمة من قلوبهم، والمروءة من أخلاقهم، ولكني ألجأ إلى الله الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وكفى به وكيلا.
وأناشد كل إنسان حر في هذا العالم، أن يقوم بما يستطيع لإنقاذك وعشرات آلاف المسجونين ظلما وعدوانا معك، فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! وأستودعك وزوجك الله، الذي لا تضيع عنده الودائع.
أبوك يوسف القرضاوي
- خبراء حقوقيون بالأمم المتحدة قالوا إن حبس السلطات لـ “علا” ابنة القرضاوي ووزوجها حسام خلف، هو “انتهاك صريح للقانون الدولي“.
- الخبراء وهم يمثلون مجموعة عمل الأمم المتحدة المعنية بمسألة الاحتجاز التعسفي، أكدوا أن “علا وزوجها” محتجزان في مصر بلا سند قانوني ودون توجيه اتهام لهما ودعوا إلى الإفراج عنهما وتعويضهما.
- منظمة هيومن رايتس ووتش انتقدت ما وصفته بانتهاك السلطات المصرية لحقوق علا وزوجها منذ اعتقالهما دون تهمة.
- اعتقلت قوات الأمن عُلا القرضاوي (55 عاما) وزوجها حسام خلف (58 عاما) منذ 30 يونيو/حزيران 2017، دون أمر قضائي أثناء قضائهما إجازة في الساحل الشمالي بمصر.
- بشكل دوري منذ ذلك الحين، تُجدد السلطات حبس الزوجين، اللذين نفيا هما وهيئة الدفاع عنهما صحة الاتهامات.