شاهد: الحديدة تتحول لمدينة أشباح بعد نزوح معظم سكانها

باتت الحديدة التي كانت يومًا ما محورًا تجاريًا نشطَا في اليمن، أشبه بمدينة أشباح، بعد أن أجبرت المعارك المتواصلة دون هوادة عددًا كبيرًا من سكانها على الفرار.
وأصبحت الأسواق والمتاجر في المدينة الساحلية مهجورة بعد أن سارع المواطنون لطلب الأمان في مناطق أخرى، فيما ألقت الحرب بظلالها الثقيلة على الحديدة. بيد أن حفنة قليلة من السكان لا تزال في المدينة ومعظم المتاجر والأسواق مهجورة.
ووثقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 121 ألف شخص من الحديدة غربي اليمن فرارًا من القتال هناك، وذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن أعده بالتعاون مع مجموعة الشركاء الإنسانيين هناك، أن عملية النزوح مازالت مستمرة لاسيما بعد تعطل المرافق الصحية بسبب الوضع الأمني في الحديدة.
وفر كثير من السكان من المدينة الساحلية التي تعد شريان حياة حيويًا لسكان البلاد التي أصبحت تعتمد بشكل كامل على الواردات. والشوارع كانت تكتظ بالسيارات التي لا تهدأ أصوات نفيرها لكنها اليوم مهجورة وهادئة بشكل مخيف.
بدورها، حذرت منظمة أوكسفام الإغاثية من تحول مدينة الحديدة اليمنية إلى مقبرة، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى عدم السماح بذلك وبذل أقصى ضغط دبلوماسي ممكن على الأطراف المتنازعة من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات.
واجتاحت الحرب اليمن منذ مارس/آذار 2015، حيث سعى التحالف العسكري بقيادة السعودية لتثبيت حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في السلطة.
وفي يونيو/حزيران شن التحالف السعودي الإماراتي هجومًا لاستعادة السيطرة على المدينة من جماعة الحوثي، لكنه أوقف الهجوم الأسبوع الماضي دعمًا لجهود الأمم المتحدة لإحلال السلام.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث، قد سعى لعقد محادثات مع الجانبين في الأسابيع الأخيرة أملًا في الحيلولة دون شن التحالف هجومًا شاملًا على الحديدة.
وتسعى القوات الحكومية اليمنية مدعومة بغارات جوية يشنها التحالف السعودي الإماراتي، لتمديد سيطرتها على الساحل الغربي خاصة في الحديدة.
ويقول مسؤولو الأمن اليمنيون، إن أكثر من 165 شخصًا لقوا حتفهم في المعارك التي تركزت في اليومين الأخيرين في التحيتا جنوبي الحديدة.