قرية سياحية سودانية استخدمها الموساد الإسرائيلي تصبح محورا لفيلم هوليودي

Published On 25/9/2018
قرية عروس السياحية السودانية، على البحر الأحمر توصف بأنها جنة للغواصين ومركز رائع للترفيه، كانت مسرحا لأكثر عمليات الموساد الإسرائيلي جرأة، وألهمت هوليوود لإنتاج فيلم تكون محوره.
عروس السودانية.. قصة الموساد والفلاشا:
- في أوائل الثمانينيات، كان منتجع قرية “عروس” السودانية مقصدا لمحبي قاع البحار والغوص وكانت مياهه من أنقى مياه البحار في العالم ومن أجمل الأمكنة لمراقبة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، بحسب منشورات دعائية وزعت في تلك الحقبة على آلاف شركات السياحة في العالم.
- يتذكر “دانيال ليمور” المسؤول عن “عملية الأخوة” للموساد الإسرائيلي، أن المنتجع كان يضمّ حوالي خمسة عشر منزلا صغيرا.
- ليمور، وهو من عشاق الغوص أيضا، قال إن “السلطات السودانية والسياح كانوا يعتقدون أن أوربيين كانوا يديرون المنتجع بمساعدة موظفين محليين، بينما كان المنتجع في الحقيقة قاعدة للموساد”، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
- أوضح ليمور الذي أصبح مستشارا لسيناريو الفيلم الهوليودي الذي سيعرض في السينما في 2019.. أن المشروع بناه رجال أعمال إيطاليون في سبعينيات القرن الماضي لكنهم هجروا المكان لعدم وجود بنية تحية من كهرباء وماء وطرق”.
- أوفد رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحم بيغين بعثة من الموساد في 1977 إلى الخرطوم بقيادة يهودي إثيوبي من أجل العمل على نقل اليهود الفلاشا الذين هاجروا إلى السودان مع مئات الآلاف من الإثيوبيين الآخرين بسبب الحرب الأهلية والمجاعة في بلادهم.
- بحث الموساد لمدة أربعة أعوام ليجد مكانا مناسبا على الساحل السوداني، حتى تتمكن قطع البحرية الاسرائيلية من الاقتراب ونقل اليهود الإثيوبيين.
- كان للنشطاء الإثيوبيين الذين عملوا مع الموساد دور فعال في إنجاز العملية واختيار اليهود الذين غادروا المخيمات إلى إسرائيل وسط مخاطر كبيرة، لاسيما أن السودان كان على عداء مع إسرائيل.
دور الإثيوبيين في تهريب الفلاشا:
- نقلت وكالة فرانس برس عن ميكي أخيهون، اليهودي الإثيوبي الذي عمل متطوعا مع الموساد، قوله: “في ذلك الوقت، كنت طالبا في السودان وعمري عشرون عاما، كنا عيني وأذني وساقي الموساد”.
- يتذكر ميكي أخيهون الذي أصبح فيما بعد ضابطا برتبة لفتنانت في جيش الاحتلال الإسرائيلي “لم يكن هناك هاتف أو إنترنت، كنا نقوم بكل شيء سيرا على الأقدام، لم يكن لدينا عقد عمل مع الموساد ولم نحصل على رواتب، فعلنا ذلك من أجل شعبنا”.
- أما جاد شيمرون، أحد عملاء الموساد الذين عملوا في منتجع عروس، فيقول “عندما كان يتجمع 100 أو 200 شخص من اللاجئين الإثيوبيين اليهود، كان أحد عملاء الموساد يأخذهم من مخيمات الصحراء في شاحنة إلى الساحل”.
- نقل تقرير فرانس برس عن جاد شيمرون، مؤلف كتاب عن العملية تحت عنوان “أحضروا لي يهود إثيوبيا”، باللغة العبرية، قوله: “كان على قافلة الشاحنات أن تسافر مسافة 700 كيلومتر، تتخللها نقاط تفتيش عسكرية وعمليات تفتيش للشرطة، تعرضنا لكمائن قبل إرسال اللاجئين للانضمام للسفن الإسرائيلية التي كانت تنتظر في المياه الدولية”.
يهود الفلاشا..هجرة وتمييز:

- هاجر إلى إسرائيل عشرات الآلاف من اليهود الإثيوبيين منذ 1980 في عمليات عدة، تحمل أسماء “موسى” وقد نقل خلالها ثمانية آلاف إثيوبي إلى إسرائيل، و”سليمان” عام 1991 عندما نقل أكثر من 14 ألف يهودي إثيوبي خلال 36 ساعة.
- بالنسبة للإثيوبيين، لم تكتمل فرحتهم بوصولهم إلى إسرائيل، فقد واجهوا تمييزا، وكان الاندماج صعبا، بحسب ما يقول ميكي أخيهون نفسه.
- بعد 35 عاما تحولت عملية نقل يهود الفلاشا إلى فيلم للمخرج جدعون راف بعنوان “منتج الغوص على البحر الأحمر”، وقد تم تصوير الفيلم في جنوب إفريقيا وناميبيا مع بن كينغسلي وهالي بينيت وكريس إيفانز.
المصدر: مواقع فرنسية