تأجيل مفاوضات السلام السودانية في جوبا.. هل تعقّدت المسارات؟

عضوا مجلس السيادة محمد حميدتي( يمين) وشمس الدين كباشي خلال جلسات التفاوض

تعثرت مفاوضات السلام التي عقدت في عاصمة جنوب السودان، جوبا بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، بسبب تباعد المواقف، بعد مرور ستة أيام من التفاوض دون تقدم ملحوظ.

مسارات التفاوض

وقسمت الوساطة في دولة جنوب السودان، بنود التفاوض الي خمسة مسارات، أربعة منها تقع تحت مظلة الجبهة الثورية، ومسار واحد يتبع للحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.

وشملت مسارات الجبهة الثورية، مسار دارفور وتتفاوض حوله حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم وحركات أخرى تقاتل في إقليم دارفور.

ومسار الشرق وتتفاوض حوله الجبهة الشعبية المتحدة بقيادة الامين داؤود ومؤتمر البجا المعارض بقيادة أسامة سعيد.

أما مسار الشمال فيتفاوض حوله كيان الشمال بقيادة محمد سيد أحمد الجاكومي رئيس الكيان، وحركة كوش بقيادة محمد داؤود.

ومسار وسط السودان ويتفاوض حوله المتحدث باسم الجبهة الثورية التوم هجو.

قيادات من الحركات المسلحة في مفاوضات السلام-الجزيرة مباشر
شرق السودان

قررت الوساطة بداية التفاوض مع مسار الشرق اعتباراً من يوم أمس الإثنين، إلا أن الوفد المفاوض من حكومة السودان رفض الشروع في تفاوض مع مسار الشرق بحجة وجود مكونات بالشرق ترغب في الالتحاق بالتفاوض.

وقال مصدر في الوفد الحكومي لموقع الجزيرة مباشر إن تأجيل مسار الشرق يهدف إلى فتح الباب لانضمام مجموعات ذات تأثير وثقل بشرق السودان.

في هذا الصدد قالت الجبهة الثورية التي يقع مسار الشرق ضمن هياكلها، إن تأجيل مسار الشرق سيؤدي لنسف التفاوض، وقال رئيس الجبهة الثورية دكتور الهادي إدريس لموقع الجزيرة مباشر إنه لا تفاوض دون الشروع في مفاوضات حول شرق السودان.

إبراهيم الشيخ رئيس وفد قوى الحرية والتغيير (يسار) الجزيرة مباشر
رفض “الحرية والتغيير”

كانت أولى العقبات التي اعترت طريق التفاوض هي رفض الجبهة الثورية (كيان يضم عددا من الحركات المسلحة والاحزاب المعارضة) لمشاركة قادة الحرية والتغيير ضمن طاقم التفاوض، واصطدم هذا الرفض بتعنت كبير من قبل قوى الحرية والتغيير.

وتعليقًا على ذلك يقول إبراهيم الشيخ رئيس وفد قوى الحرية والتغيير للمفاوضات، إن مشاركتهم في التفاوض أمر حتمي لن يتراجعوا عنه.

وقال لموقع الجزيرة مباشر إنهم سيشاركون بأحد عشر مفاوضًا، خمسة منهم أعضاء تفاوض دائمين وخمسة خبراء ومستشار.

وأكد أن الحرية والتغيير تمثل الحاضنة السياسية للنظام الحاكم وأن مشاركتهم أمر في المفاوضات طبيعي.

وقال رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس، لموقع الجزيرة مباشر إن مشاركة وفد قوى الحرية والتغيير في التفاوض أمر مرفوض جملة وتفصيلًا، وإنهم سيتفاوضون مع الوفد الحكومي المكون من مجلسي السيادة ومجلس الوزراء.

وبرر الهادي رفضهم التفاوض مع الحرية والتغيير بحجة أنهم لا يملكون صفة اعتبارية في ظل وجود وفد حكومي.

تعيين الولاة

العقبة الثانية التي واجهت التفاوض هي الخلاف على  تعيين ولاة للولايات من المكون المدني التابع لقوى للحرية والتغيير بدلا عن الولاة العسكريين وهذا ما ترفضه الجبهة الثورية التي تطالب بتأجيل تعيين الولاة الي حين تحقيق السلام حتى يتسني لهم المشاركة في حكم الولايات.

غير أن الحكومة السودانية ترى على لسان عضو وفد التفاوض وزير الحكم الاتحادي يوسف آدم الضي ضرورة تعيين ولاة مدنيين مؤقتًا تماشيًا مع مطلوبات التغيير والثورة.

وأوضح أن الحكومة ستقوم بتعيين ولاة مؤقتين إلى حين تحقيق السلام، وقال الضي إن بعض الولايات سيكون بها حكام عسكريون بسبب الظروف الأمنية.

إلا أن رئيس حركة تحرير السودان أبرز مكونات الجبهة الثورية مني أركو مناوي يرى  أن تعيين الولاة خطوة غير مقبولة ” وقال إن الإصرار على تعيين الولاة “استهبال سياسي” لن نقبل به وسنقوم بالتصعيد للتصدي للقرار.

علق على هذه النقطة، رئيس وفد الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ وقال إن المواطنين في الولايات يريدون أن يشعروا بالتغيير، مشيرًا إلى أن النظام السابق مازال يسيطر على الولايات مما يستوجب تعيين ولاة مدنيين تماشيًا مع التغيير.

رئيس الجبهة الثورية السودانية الهادى ادريس- الجزيرة مباشر
العلمانية

من أبرز المطبات التي تواجه المفاوضات، الخلافات على علمانية الدولة السودانية، حيث تطالب الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو بحكم علماني صرف لكل السودان.

وشدد الأمين العام للحركة الشعبية شمال عمار دلدوم على أهمية تطبيق العلمانية في كل السودان، وعدم السماح بإعادة قوانين الشريعة. وقال”إن العلمانية موقف مبدئي لن نتنازل عنه”.

إزاء ذلك قال إبراهيم الشيخ رئيس وفد قوى الحرية والتغيير بالمفاوضات إن كلمة علمانية ربما يتم ابتذالها من البعض وتوظيفها بأنها ضد الإسلام والمسلمين.

وقال” نحن مع دولة المواطنة والحريات المتساوية، وعدم التمييز على أساس الجنس أو النوع، وأوضح لأنه ستجري تفاهمات مع الحركة الشعبية شمال من أجل الوصول للدولة المدنية ودولة الحقوق.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان