تركيا وأمريكا تتجهان صوب مواجهة بسبب صفقة روسية

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (يمين) والرئيس الأمريكي دونالد ترمب

ينفد الوقت سريعا أمام تركيا لتجنب مواجهة مع الولايات المتحدة بسبب اعتزام أنقرة شراء أنظمة دفاع جوي روسية والاستغناء عن عرض منافس من شريكتها في حلف شمال الأطلسي.

ما القصة؟ 
  • حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاوزت “مهلة مرنة” كانت واشنطن قد حددتها لتركيا لاتخاذ القرار حول ما إذا كانت ستشتري نظام باتريوت الصاروخي الأمريكي الذي تنتجه شركة رايثيون في صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار. ويقول مسؤولون أمريكيون إن العرض الرسمي سينتهي بنهاية الشهر الجاري.
  • لم يرفض أردوغان العرض الأمريكي علنا، لكنه كرر القول إنه لن يتراجع عن عقد لشراء نظام إس-400 الدفاعي الروسي الذي من المقرر تركيبه في أكتوبر/تشرين الأول. وتقول واشنطن إن تركيا لا يمكنها حيازة النظامين معا.
  • إذا مضت تركيا في إتمام الصفقة الروسية فإنها تخاطر أيضا بألا تتسلم طائرات إف-35 الشبح المقاتلة التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية ويمكن أن تواجه عقوبات بمقتضي قانون أمريكي يعرف بقانون التصدي لخصوم أمريكا من خلال العقوبات.
صفقة محسومة
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان

 

  • أردوغان استبعد إلغاء الصفقة مع روسيا وهي قوة إقليمية متزايدة البأس تبني محطة للطاقة النووية في تركيا وخط أنابيب لتصدير الغاز إلى أوربا عبر الأراضي التركية.
  • ردا على سؤال هذا الأسبوع بشأن العقد الخاص بنظام إس-400 قال أردوغان “إنه محسوم. لا يمكن التراجع أبدا عنه. لن يكون هذا أخلاقيا”.
  • أردوغان أضاف أن أنقرة قد تسعى لإبرام اتفاق لشراء نظام إس-500 من موسكو لاحقا.
تصريحات وزير الدفاع التركي
  • وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قال إن إحجام الحلفاء عن تزويد تركيا بالمنظومات الجوية لحماية نفسها من التهديدات، اضطرها لشراء منظومة إس 400 الروسية، التي سيتم نصبها أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
  • تصريحات أكار جاءت في كلمة له خلال استضافته من قبل محرري وكالة الأناضول، الجمعة.
  • أكار أكد  مضي تركيا قدما في صفقة شراء منظومة إس 400 الروسية للدفاع الجوي.
  • أكار: شراؤنا لمنظومة (إس-400) الدفاعية الروسية ليس خيارا وإنما ضرورة فنحن مضطرون لحماية 82 مليون مواطن (تركي) والدفاع عنهم.
  • أكار:  منصات صواريخ إس 400 سيتم نشرها بداية من أكتوبر/تشرين الأول القادم ونعمل حاليا على رسم خريطة انتشارها.
  • أكار: عازمون على عقد شراكات لنقل تكنولوجيا الصناعات الدفاعية إلى بلادنا فقد سئمنا من أن نظل سوقا لتلك الصناعات.
  • أكار: مع اندلاع الأزمة في سوريا، عام 2011، طلبت تركيا من حلف شمال الأطلسي “الناتو” نشر بطاريات باتريوت، للتصدي للمخاطر المحتملة.
  • أكار: الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا أرسلت بطاريات لمدة ومن ثم سحبتها، فقط اسبانيا وإيطاليا تساهمان في تعزيز قدرات الدفاع الجوي التركي.
  • أكار: تركيا إثر ذلك سارعت للتزود بمنظومات دفاع جوي ونقل تكنولوجيا تصنيعها، لكنها لم تلق تجاوبا من الولايات المتحدة وغيرها من الدول الحليفة، ما دفعها في نهاية المطاف إلى شراء منظومات إس 400 الروسية.
  • أكار: تلويح الولايات المتحدة بالامتناع عن تزويد تركيا بمقاتلات إف 35 التي تشارك في تصنيعها، يتنافى مع القانون والمنطق.
  • أكار: تركيا أوفت بالتزاماتها على أكمل وجه فيما يتعلق بمشروع مقاتلات إف 35، ودفعت حتى اليوم 1.2 مليار دولار.
  • أكار: الجيش التركي قادر على تشغيل هذه المنظومة بصورة مستقلة من دون التأثير على أنظمة الناتو.
لا تراجع
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار

 

  • وزير الدفاع التركي قال إن مسؤولين أمريكيين أبلغوا بلاده بأنه سيكون من المستحيل موافقة الكونغرس على صفقة مقاتلات إف-35 بسبب شراء أنقرة لنظام الدفاع إس-400 من روسيا لكن تركيا تعمل على حل المسألة.
  • محللون يقولون إن أردوغان الذي يخوض حزبه يوم 31 من مارس آذار انتخابات محلية سيجد أن من الصعب التراجع الآن عن الصفقة الروسية. 
  • أوزجور أونلوهيسارجيكلي من صندوق مارشال الألماني في أنقرة قال لـ”رويترز”: “لم يقولوا في أي وقت إنهم يمكن أن يغيروا رأيهم”.
  • أوزجور أضاف أن تركيا لا تريد أن تعرض للخطر جهود إيجاد أرضية مشتركة مع روسيا بشأن سوريا، كما أنها ليس لديها الكثير من الوقت لإعادة التفكير بشأن نظام إس-400 في وقت يقترب فيه موعد تسليم النظام الدفاعي.
  • المحلل الدفاعي جان كساب أوغلو قال إن هذا يعني أن فرص العقوبات الأمريكية تتزايد مضيفا “هامش المناورة الدبلوماسية ضيق”.
  • مكتب الممثل التجاري الأمريكي قال هذا الأسبوع إنه يعتزم إنهاء نظام التجارة التفضيلية لتركيا.
انخفاض الليرة 
  • كانت آخر أزمة دبلوماسية بين تركيا وأمريكا قد أسهمت في هبوط قياسي في قيمة الليرة التركية في أغسطس/آب. وما زالت الخلافات حول الاستراتيجية في سوريا والعقوبات على إيران واعتقال موظفين بالقنصلية الأمريكية من دون حل، وتهدد قضية الدفاع الصاروخي بتوسيع هوة الخلاف.
  • انخفضت قيمة العملة التركية هذا الأسبوع بنسبة 1.5% على الرغم من أن البنك المركزي أبقى أسعار الفائدة أعلى بكثير من معدل التضخم، ويقول تجار إن السبب في ذلك يرجع إلى حد بعيد إلى تجدد المخاوف بشأن العلاقات مع واشنطن.
المصدر : وكالات