“السوريين منورين مصر” هاشتاغ شعبي للرد على تحريض لإبعادهم

جانب من المطاعم السورية في مصر
جانب من المطاعم السورية في مصر

دشن آلاف المصريين هاشتاغ #السوريين_منورين_ مصر الذي تصدر موقع تويتر في مصر بأكثر من 5 آلاف تغريده وملايين المتابعات منذ ظهوره ظهر أمس الأحد للترحيب باللاجئين السوريين في مصر.

التفاصيل
  • جاء الهاشتاغ للإشادة بنشاطهم الاقتصادي، ردا على حملة تحريض ضدهم، بعد مطالبة محام مصري مقرب من السلطة، النائب العام بتتبع أنشطتهم وحصر أموالهم، خشية تمويل بعضهم للإرهاب، حسب زعمه.

  • تساءل نشطاء عن أسباب إثارة قضية اللاجئين السوريين الآن، والتحريض عليهم؟ ومن يقف وراء ذلك؟ ولصالح من؟ ولماذا يغضب البعض من تفوقهم الاقتصادي في مصر؟ وتنوعت الآراء بين جماعات مصالح وجهات رسمية ورجال أعمال.

 حسب تقرير حكومي رسمي أعدته وزارتا “الاستثمار والتعاون الدولي”، و”التجارة والصناعة”: تصاعد نشاط السوريين الاقتصادي بصورة كبيرة وبلغ عدد الشركات التي أسسوها في 9 شهور منذ يناير 2018 حتى سبتمبر 2018، عدد 818 شركة برأسمال 1.25 مليار جنيه (قرابة 70 مليون دولار).

محرضون ضد السوريين
  • بدأت الحملة بمذكرة من المحامي سمير صبري، الذي اشتهر بتقديم عرائض اتهام ضد من ينتقد السلطة، للنائب العام، تطالب بحصر أموال السوريين المستثمرين والعاملين بمصر، بدعوي أنهم “نجحوا رغم الحرب والهجرة واللجوء في تحقيق أرباح هائلة ومشاريع تفوقوا فيها على المصريين”.
  • تحدث المحامي عن إحصاءات قدرت حجم استثمارات ورؤوس أموال السوريين في مصر، بـ 23 مليار دولار (عقارات وأراض ومصانع ومطاعم ومحلات تجارية ومصانع الألبسة والنسيج)، وزعم أن من “قام بتمويل الإرهاب ومعاداة بلده ضمن هؤلاء أيضا”، و”أموال مشبوهة مغرضة”.
  • قبل تقديمه البلاغ انتقد المحامي “صبري” على حسابه علي فيسبوك بشدة تسمية أحد المطاعم السورية باسم بطل المسلسل التركي الشهير (أرطغرل)، الذي وصفه بأوصاف عنصرية، واعتبر تسميه المطعم نفسه بهذا الاسم “مهزلة” على أرض مصرية، وهو ما تفاعل معه مصريون آخرون.

  • حذر مصريون مؤيدون للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من مخاطر أمنية تتعلق بالسوريين في مصر، وتحدث بعضهم عن سيناريو وهمي لتوطين السوريين في مصر “بأموال الإخوان”، ودعوهم للعودة لبلادهم بدعوي انتهاء الحرب.

متعاطفون مع السوريين
  • أبدي حقوقيون ومثقفون دهشتهم من الحملة على السوريين بمصر مذكرين بلعب المثقفين والمفكرين المهاجرين من سوريا لمصر “دورا ديناميكيا في تجسيد العصر الذهبي لنهضتها الفكرية والثقافية والفنية وكيف كانت مصر يوما ملاذا لكل المضطهدين أو أصحاب المواهب”.

  • وصف عضو مجلس نقابة الصحفيين “جمال عبد الرحيم” الهجوم على السوريين في مصر بأنه “أمر غريب وغير مقبول بالمرة”، مؤكدا أن “مصر اعتادت أن تحتضن كل الأشقاء”.
  • أرجع معارضون الحملة ضد السوريين والتركيز على ثرواتهم، الي إزعاجهم “بيزنس العسكر”، وأنها “رسالة” لهم كي لا يزاحموه، واعتبرها بعضهم “حملة دعائية أمنجية”.

  • أبدي مصريون تعاطفهم مع السوريين، وكتبوا تعليقات ساخرة من جمل شهيرة بأفلام مصرية، تعبر عن أنهم متيمين بالطعام السوري.

https://twitter.com/IAbdelnaser/status/1137869677408002048?ref_src=twsrc%5Etfw

سر التحريض ضد السوريين
  • اتهم نشطاء “اللجان الإلكترونية” الحكومية، بالوقوف وراء التحريض ضد السوريين ونشر بوستات كراهية تجاههم بغرض الإلهاء و”التغطية على مصيبة أو قرارات مقبلة” مثل رفع أسعار الوقود هذا الشهر.
  • يري المحامي يوسف المطعني في مصر أن حملة التحريض ضد السوريين في مصر قديمة وبدأت عقب 3 يوليو/تموز 2013 بسلسلة مضايقات لهم، بسبب تصور بعض الإعلاميين أنهم مؤيدون للإخوان، ومهاجمتهم.
  • أكد لـ “الجزيرة مباشر” أنه سبق أن تقدم بمبادرة للحكومة المصرية – نشرها حساب “الجالية السورية في مصر” على فيسبوك-تحدد “أربع اشكاليات” يعاني منها السوريون في مصر وتحتاج حلها هي:
  1. إشكالية تأشيرات الدخول إلى مصر (الفيزا)
  2. إشكالية لم شمل الأسر السورية المشتتة في شتى بقاع الأرض.
  3. إشكالية الإقامة القانونية وما يترتب عليها من إجراءات.
  4. إشكالية الدخول إلى مصر مما اضطرهم إلى اللجوء إلى التسلل عبر الصحراء الجنوبية (طريق السودان).
  • يري اعلاميون ونشطاء مصريون أن الحملة يقف وراءها “جماعات مصالح تحقد على نجاحات السوريين، وتوسع أنشطتهم في مدن وقرى مصر”.

تاريخ السوريين في مصر
  • بدأ تعاظم الوجود السوري في مصر، عقب إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، في 22 فبراير/شباط عام 1958 بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين شكري القوتلي وجمال عبد الناصر.
  • بدأ تدفق السوريين كلاجئين على مصر عام 2011 عقب هجمات نظام بشار الأسد بالبراميل المتفجرة على عدة مدن شاركت في الربيع السوري، وزاد عام 2013.
  • أدت مشاركة سوريين في مظاهرات داخل مصر دعما للربيع العربي، وإشادة بعضهم بالرئيس السابق محمد مرسي، وظهور صور لبعضهم يحملون شارة رابعة، عقب المجزرة الشهيرة في أغسطس 2013، لحملة إعلامية وأمنية ضدهم ودعوات لترحيلهم، بدعوي أنهم يؤيدون الإخوان.
  • في مارس/آذار 2015 أصدرت 16 منظمة حقوقية محلية ودولية بيانا، يطالب السلطات المصرية بإنهاء الاحتجاز التعسفي للاجئين سوريين وفلسطينيين، وذكرت أنه “بحسب مصادر لمركز التضامن مع اللاجئين تعرض أكثر من 7000 لاجئ للاعتقال في مصر منذ أغسطس/آب 2013، والتهمة هي دخول غير شرعي إلى البلاد”.
  • بسبب تزايد نشاطهم الاقتصادي أصبحت لهم مطاعم شهيرة ويزداد الإقبال عليها، وبدأت سيدات منهن في القيام بأعمال خاصة من المنازل لتشغيل اللاجئات مثل مطبخ “زيت زيتون”، وسمي بعضهن مشروعه “مشروع لسنا لاجئات بل منتجات”، للتأكيد على ذلك، ويتركز وجودهم في المدن الجديدة (6 أكتوبر والرحاب والتجمع الخامس).
  • بدأت الحكومة المصرية ترصد تزايد استثمارات هؤلاء اللاجئين السوريين خلال الآونة الأخيرة، بمعدل 30% عن الفترات السابقة، وهو ما لقي ترحيبا من الأغلبية وانتقادات من أقلية من المصريين في ظل البطالة المنتشرة بين الشباب المصري.
  • عدد الشركات المؤسسة بواسطة مستثمرين سوريين ارتفع بمعدل 62% مقارنة بـ 2017، وإجمالي عدد شركاتهم المؤسسة في 2017 كان 505 شركات، مقارنة بـ 818 في 2018، وهو ما يفوق عدد الشركات التي أسسها يمنيون في مصر (180)، وليبيون (53 شركة).
خلفيات
  • هناك تضارب في العدد الحقيقي للسوريين في مصر بسبب تسجيل بعضهم إقامته في مفوضية اللاجئين وعدم تسجيل أعداد كبيرة منهم أنفسهم وعدم حصول بعضهم على إقامة رسمية.
  • “كريستين بشاي” مسؤولة الإعلام بمفوضية اللاجئين بمصر أوضحت لـ “الجزيرة مباشر” أن أخر رقم مسجل لديهم للاجئين السوريين بمصر هو 130 ألفا، ولكن الرقم الحقيقي يصل لأكثر من 700 ألف، لأن هناك غير مسجلين.
  • في مايو/أيار 2019 الماضي، قدر مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، المندوب الدائم بجامعة الدول العربية، محمد البدري، عدد اللاجئين السوريين الموجودين حاليا بـ 137 ألفا، لافتا إلى أن العدد الحقيقي يقدر بـ 550 ألف سوري، بنسبة 10% من اللاجئين السوريين في باقي الدول.
  • يفضل أغلب السوريين مصر لأنهم يستطيعون العمل فيها دون تصاريح، وهذه ميزة لا يجدونها في العديد من الدول العربية الأخرى، ولا يعرضهم ذلك للمساءلة القانونية أو العقوبة أو الترحيل.
  • في مارس/آذار 2019 طلبت مصر 151 مليون دولار من المجتمع الدولي “لدعم احتياجات اللاجئين السوريين”، بحسب بيان مفوضية اللاجئين في مصر، وكانت طلبت 380 مليون دولار أمريكي لتغطية مصاريف اللجوء عام 2015.
المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان